وزير خارجية المغرب: إسرائيل تناور لتجريف المفاوضات وتبتدع شروطا تعجيزية.. نشيد بموقف "أبو مازن" الشجاع في خطوة الانضمام للمنظمات الدولية.. والملك محمد السادس سلم "كيري" ملف جرد لانتهاكات دولة الاحتلال
أهمية بالغة لرئاسة دولة المغرب لاجتماع وزراء الخارجية العرب، الطارئة والذي تعقد جلسته بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، لبحث مستجدات الأوضاع فيما يخص القضية الفلسطينية، وذلك لرئاسة المغرب في نفس الوقت للجنة القدس الدائمة في وقت تشهد فيه القدس والأقصى انتهاكات يومية، وحملات من قبل المستوطنين الإسرائيليين.
اجتماع اليوم بدأ علنيا، وبحضور وسائل الإعلام، وبكلمة وحيدة علنية كانت لوزير خارجية المغرب صلاح الدين مزوار، بدأها بتقديم الشكر، والامتنان لوسائل الإعلام، لاستجابتهم، وحضورهم لتغطية فعاليات الاجتماع الطارئ، والذي جاء بطلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، تأكيدا لمسؤوليتنا جميعا في الدفاع عن الحقوق المشروعة لإخواننا الفلسطينيين، وتجسيدا لدعمنا لهم في مسيرتهم نحو بناء دولتهم الفلسطينية المستقلة.
وتقدم مزوار في كلمته بخالص عبارات الشكر للرئيس محمود عباس، على حضوره شخصيا هذا الاجتماع لإطلاع الوزراء العرب، على آخر المستجدات في ملف المفاوضات، على ضوء إخلال الجانب الإسرائيلي بالتزاماته الواردة في الاتفاق الثلاثي عبر رفض تسليم الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين القدامى قبل أجل 29 مارس 2014.
وقال الوزير المغربي: "إن إخلال إسرائيل بالتزاماتها في هذه النقطة واستغلال ذلك لتحريف المفاوضات وابتداع شروط تعجيزية إضافية في مواجهة الطرف الفلسطيني، لهو برهان آخر على أن إرادة السلام لا تزال غائبة لدى الطرف الآخر".
وأكد على أن "مجمل الحيثيات الأخيرة تجعلنا نتفهم قرار رئاسة دولة فلسطين الانضمام إلى 15 اتفاقية دولية، وهو قرار عبرت فلسطين من خلاله عن حقها في ممارسة سيادتها كدولة، خاصة بعد قبولها في الأمم المتحدة بصفتها "دولة مراقب غير عضو".
وأوضح:" لقد استـُـئنفت المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، منذ يوليو 2013، تحت إشراف الولايات المتحدة الأمريكية، التي بذلت مجهودات حثيثة وأبانت عن التزام قوي لإنجاح مسلسل المفاوضات، وهذا ما لمسناه في خطوات وتحركات وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، الذي أكد لنا، خلال زيارته إلى الرباط منذ أربعة أيام، حرصه على ألا يفوت الطرفان هذه الفرصة التاريخية وأن تتواصل المفاوضات لبلوغ تسوية شاملة وعادلة لهذا النزاع".
وأشار مزوار إلى أن زيارة وزير الخارجية الأمريكى جون كيري، كانت مناسبة أخرى عبر فيها المغرب عن التزاماته الثابتة تجاه حقوق شعبنا الفلسطيني، موضحا أن الملك محمد السادس بصفته رئيسا للجنة القدس، قام بتسليم كيري يوم الجمعة الماضي، ملفا تضمن جردا بالانتهاكات الإسرائيلية للقدس الشريف.
وأضاف مزوار في كلمته: "إننا نسجل من خلال هذه الدورة، أنه رغم الموقف الشجاع للرئيس محمود عباس، بتشبثه بالسلام العادل من خلال خيار المفاوضات سبيلا نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وتمتيع الشعب الفلسطيني بحقوقه كاملة، وفق مرجعية قرارات الشرعية الدولية وثوابت عملية السلام ومبادرة السلام العربية.. ورغم الالتزام الأمريكي الواضح، ما زال الطرف الآخر يصر على المناورة والإخلال بالالتزامات مع الاستمرار في سياسة مصادرة الأراضي وسلب الممتلكات ومحاصرة المدن الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتكثيف وتيرة الاستيطان والانتهاكات المتتالية في القدس الشريف وحول المسجد الأقصى المبارك".
وجدد مزوار التأكيد على دعم خيار المفاوضات، وأن أي تمديد لأمد هذه المفاوضات لن يكون ذا جدوى إلا بتجسيد الالتزام عمليا بالسير نحو الرفع النهائي للاحتلال، وإيجاد حلول توافقية لجميع القضايا العالقة، مشيرا أنه "مهما يكن فنحن أصحاب حق، وينبغي الا يحجب عنا أي استفزاز أو مراوغة هدفنا الأسمى الا، وهو تحقيق سلام عادل وشامل يعالج جميع قضايا الحل النهائي ويؤدي إلى إقامة دولة فلسطين قابلة للحياة ومتصلة الأجزاء وعاصمتها القدس الشرقية".
وأكد أنه وأمام المعطيات الواقعية، يبدو واضحا أن تحقيق هذا الالتزام رهين بالدور الضاغط للولايات المتحدة على الجانب الإسرائيلي من أجل ثنيه عن الاستمرار في تعويم المفاوضات والتنصل من العهود ومواصلة سياسة الاستيطان بهدف تغيير الوضع على الأرض وفرض سياسة الأمر الواقع، خاصة وأن هذا المسار يزيد من إشاعة أجواء اليأس والإحساس بالغبن وبالظلم ويساهم بالتالي في تغليب كفة الأصوات الرافضة للسلام في وقت ما أحوج المنطقة فيه إلى ثقافة السلام أمام التحولات الجيوسياسية التي لا يمكن التنبؤ بمآلاتها.