مبقتش أحب السينما
بحكم عملى، لابد أن أذهب للسينما وأشاهد كل الأفلام، أنتقد هذا وأشيد بذاك.. كل صحفيى الفن فى مصر يفعلون ذلك، لكن بصفة عامة وبعيدا عن عملى لم أعد أشعر بتلك الرغبة القديمة فى الذهاب للسينما، والسبب فى ذلك هو نوعية الأفلام التى أصبحت تعرض فيها.. فى السابق كان يتم إنتاج حوالى 40 فيلما فى السنة، وربما أكثر من ذلك، أما فى السنوات الأخيرة فأصبح عدد الأفلام التى يتم إنتاجها سنويا أقل، وربما يقل من عام لآخر، والأدهى أن الأفلام التى يتم عرضها تكون أسوأ مما يوجد فى السوق، فإن لم تكن أفلاما رخيصة ومبتذلة فهى غالبا تكون أفلاما خاوية لا تحتوى على أى مضمون، وأصبح العام لا يوجد به إلا فيلمان أو ثلاثة يمكن مشاهدتها.
لذلك أصبحت لا أفضل الذهاب للسينما فى الفترة الأخيرة، فالبرغم من ذهابى لمشاهدة أى فيلم يعرض، سواء كان فيلما جيدا أو سيئا أو مبتذلا "بحكم عملى"، فأنا لو كان لى حرية الاختيار كمشاهد عادى لما كنت قد ذهبت لمشاهدة أكثر من فيلمين أو ثلاثة على مدار العام كله.
لذلك فإن الحل الوحيد أمام الدولة لمعالجة انهيار السينما، هو دعم المنتجين لتشجيعهم على الإنتاج بعدما قرروا عدم المغامرة بأموالهم فى ظل ظروف سياسية مضطربة، لا يتطلب الأمر دعما ماديا بقدر ما يتطلب دعما أمنيا ومعنويا، فالجميع فى هذا الوسط أصبح يشعر بأنه فى خطر وأن حكم الإخوان سيشهد نهاية السينما والفن بصفة عامة فى مصر، ولو أخذت الدولة خطوات جدية لمحاولة طمأنة المنتجين، الذين باستطاعهم إعادة الحياة للسينما مرة أخرى.