رئيس التحرير
عصام كامل

مطروح تحارب الثأر بـ"النزالة".. تحقن الدماء وتحمي أرواح أبناء القبائل.. تقضي بترحيل القبيلتين في مكانين مختلفين.. مدتها عام يُمنع خلاله أهل القتيل من الانتقام..الدية كانت 100 ناقة وحاليا تقدر بالأموال


قال سعيد طربان، عمدة قبيلة المعابدة بالسلوم بمطروح، إن الحكم بالعرف القبلى في حالة الأحداث الدموية التي شهدتها محافظة أسوان بين قبيلتى بنى هلال والدابودية النوبية، يلزم ترحيل القبيلتين وإبعادهم عن بعضهم البعض في مكانين مختلفين، وعلى مسافات تتعدى عشرات الكيلو مترات للتهدئة والتوصل إلى حل النزاع بينهم والصلح.


وأضاف أن عرف "النزالة" في أحكام القبائل البدوية بمطروح يحقن الدماء بين أبناء القبائل ويقيهم ويلات الثأر والانتقام الدموى، فلم يترك هذا العرف القوى المجال للاحتقان، وتطور الأزمة بين أي قبيلتين بينهما نزاع دم ولكنه يستوعب المشكلة سريعا وتنتهى بالصلح ودفع الدية.

وعرف طربان "النزالة"، التي تطبق عند حدوث أي جريمة قتل بين قبيلتين بأن ينزل القاتل وقبيلته على قبيلة ثالثة وهى "المنزول عليها" طلبا للحماية فيتركون ديارهم وينتقلون إلى جوارها على مسافة تبعد عن قبيلة المقتول بأكثر من 30 كيلو مترا، ولابد أن توافق قبيلة المقتول على القبيلة المنزول عليها ويمكن أن ترفضها وترشح قبيلة أخرى وذلك لأن القبيلة المنزول عليها ستقوم فيما بعد بخطوات الصلح والتحكيم وتحديد الدية.

وأشار طربان إلى أن فترة "النزالة" تحدد بعام كامل يمُنع فيها أهل القتيل الانتقام من أهل القاتل في حيواناتهم وأطفالهم ونسائهم وكبار السن عندهم بالقتل.

وخلال مدة "النزالة"، تجري القبيلة المنزول عليها مباحثات ومناقشات مع القبيلتين (القاتل والمقتول) بغرض الوصول إلى حل يرضى الطرفين في إطار الشرع والدين وتحديد الدية ثم يتحدد وقت "الميعاد" للصلح وتتعهد القبيلتان بقبول الصلح وعدم التعدي، ويحضر الصلح مندوبان من جميع القبائل المجاورة ورجال الدين والوعظ للنصح والإرشاد، وممثلون للحكومة والتنفيذيون وتنحر الذبائح وتسمى "الهلبة أو المسار"، ويتناول الجميع الطعام سويا.

وتقدر الدية في الأصل بعدد "مائة" من الإبل وهو نفس العدد الذي افتدى به عبد المطلب جد النبي محمد "أحب أبنائه عبد الله"، أما الآن فالدفع نقدا يوم الصلح ويقوم أهل القتيل بالتنازل عن جزء من المبلغ المحدد إكراما للعمد والمشايخ، وجزء آخر إكراما للحضور، وتتم عملية تسليم النقود بين رجلين من قبيلتي القاتل والقتيل خارج الخيمة التي بداخلها الميعاد وليس أمام الحضور، لتنتهي الخلافات وتعود قبيلة القاتل إلى ديارها وإلى حياتها الطبيعية بعيدا عن الثأر وسفك الدماء.
الجريدة الرسمية