رئيس التحرير
عصام كامل

جلسة البرلمان الشعبى "البديل" يوم 30 يناير 2011


دعانى أحد أعضاء "حزب الغد"، لحضور ذاك البرلمان الشعبى البديل، يوم 30 يناير 2011 فى مقر حزبه، فوق جروبى طلعت حرب.

 وقد كان هذا البرلمان، هو نتاج مبادرة من أيمن نور، على خلفية تزوير الانتخابات البرلمانية لـ 2010، وكنت قد كتبت عنه وأيدت الفكرة، فذهبت، وكنت يومها أريد أن أُشاهد ما يدور فى الميدان.


عندما دخلت إلى مقر الحزب، وجدته مُزدحماً بالصحفيين، ووجدت شباباً كثيراً هناك، وكان الكثير من المُعارضين يتوافدون على المكان، أذكر من بينهم مجدى حسين الذى كان حديث الخروج من السجن ومحمد البلتاجى ومصطفى شردى وأيمن نور بالطبع،
وكان أيمن قد بنى قاعة البرلمان، على شكل مجلس الشعب الأصلى بكرسى رئيس المجلس فى الأعلى ومكان المتحدث أسفل منه وأماكن الجلوس فى نصف دائرة أمامهم كما هو حال مجلس الشعب الأصلى، فتشعُر وأنت تدخل هذا المكان، كأنك تدخل مجلس شعب مُصغر بالفعل.

إلا إن الحديث الذى دار حينما انعقدت الجلسة، كان مُشكلاً لمهزلة، حيث وقف أيمن نور والبلتاجى فى موقع المتحدث أسفل رئيس المجلس، وكان على ما أظن الخُضيرى، هو رئيس الجلسة، ولم يكن لإنسان أن يتبين ما يقوله الجميع، لأنهم كانوا يتنازعون فيما بينهم حول ما سيفعلونه، وهو الحال المُستمر حتى الآن، كما هو باد!.

وبينما هم على نزاعهم هذا، إذا بشاب مصرى يرتدى كوفية فلسطينية حول عنقه، يدخل عليهم ويسبهم جميعاً بصوت عال للغاية، بألفاظ لا يمكن لى أن أكتبها هنا، ويقول لهم: "... أنتم هنا مختلفين ومش عارفين تتفقوا وأنا موقفلكم ثورة تحت على رجل فى الميدان، مستنية قراركم وأنتم أولاد....!!"، ووقتها سألت الواقفين بجانبى، حول من يكون هذا الشاب، ولم يُجبنى منهم أحد، فشعُرت بهول الموقف، حيث "مجهولين" يُديرون تلك التى يُسمونها ثورة، وهؤلاء يقسمون مصر غنيمة لهم، بينما لا يستطيعون أن يتفقوا على حل!!.

وقتها قال أيمن نور: "وعلشان الشباب يبقى ليهم دور، بُكرة هما كمان يعقدوا جلسة برلمان، علشان يناقشوا الأحداث". كان أيمن نور "يسترضى" الشباب، كما "يسترضى" الإخوان اليوم، وكأنه يعمل "مطيباتى" بالأساس، وكان المشهد مؤلماً لمن يقوم بتقسيم مصر، وكأنها "معزة"، وكل شخص يأخذ منها قطعة، بينما هم فى أغلبهم غير جديرين بأن يديروا أى شىء، وطامعون فى السلطة للسلطة، بشكل واضح!!.

وقد شكلوا وقتها لجنة مكونة من 10 أشخاص لإدارة مصر فى "المرحلة الانتقالية"، يُضاف إليهم البرادعى، الذى كان غائباً (كعادته فى اللحظات المفترض أهميتها) عن هذا الاجتماع!!.

وقد نزلت يومها إلى الميدان، وكان اللافت للنظر، أنه كان شبه خالياً، إلا من الملتحين، بالإضافة إلى بعض الشباب، وقد سمعت لكنات عربية ليست بالمصرية أيضاً، وكنت مُندهشاً من ذلك، حيث تساءلت حول السبب، ولكن الذقون كانت تُجيب!!.

ومنذ وقتها، تشككت فى كل شىء، إلا إننى كنت مُدركاً أننا على أعتاب فوضى كبيرة، وكنت أُحاول أن أُكذب حدسى، ولكنى لم أستطع، فالحقيقة تغلب دوماً طالما هناك صحوة ضمير، وعلم بالماضى القريب للعلاقات الدولية الخاصة بعلاقة مصر مع الغرب.
 
لقد كان أغلب الجمهور المصرى بالميدان غير مُبالٍ، إلا بحاله السيئة، دونما حال مصر، فاقتنص أصحاب المصالح الفرصة وعبثوا بالوطن، وساد مشهد الخلاف فى البرلمان البديل، حتى هذه اللحظة، وسيسود إلى أن تكون هناك قيادة تبتغى العدل والحق للجميع فى مصر!!.

والله أكبر والعزة لبلادى.

وتبقى مصر أولاً دولة مدنية.
الجريدة الرسمية