رئيس التحرير
عصام كامل

«المترو.. سوق خضار وملتقى سياسي متنقل».. طماطم وبسلة وكوسة وفلفل وباذنجان في عربات السيدات.. «السيسي هو الأصلح لرئاسة مصر».. و«خناقات حريمي.. والبنات عيارها فلت»


عربة السيدات بمترو الأنفاق مجتمع نسائي مغلق، تجد به الطبيبة والمهندسة، الطالبة والمدرسة، العاملة والفلاحة، وحتى الأجنبية، هذا العالم محظور على الرجال اختراقه، ومن يقتحمه منهم يسمع ويرى ما لا يرضيه.


تستغل كثير من السيدات هذا الوقت في الدردشة حول أمور الحياة العامة والخاصة أحيانًا، لتتفاوت حدة المناقشات بين هادئة وشديدة الحدة، ولا يخلو اليوم من بعض المضايقات والخناقات الحريمي من العيار الثقيل على عدة أسباب، بدءًا من خناقة على المكان، وحتى الاتهامات بالخيانة عند الحديث عن اسم المرشح الرئاسي، حيث التراشق بالألفاظ، ويصل الأمر في بعض الأحيان إلى التشابك بالأيدي.

رصدنا أهم النقاشات التي دارت في عربات سيدات مترو الأنفاق.


كيلو الطماطم بـ7 جنيهات:

من أهم الموضوعات التي شغلت النساء، اليوم، غلاء المعيشة، وارتفاع أسعار كل السلع، بلا استثناء حتى الأساسي منها، وأكثر السلع التي أثارت حفيظتهن واستياءهن، هي الطماطم، والتي وصل سعرها إلى 7 جنيهات للكيلو، فنرى سيدة عجوزًا تقول في جزع: " حرام والله مش هنلاقي ناكل العيش الحاف بعد كده".


السيسي هو الأصلح:

وعلى صعيد آخر، ومع مجموعة نسائية أخرى، نجد أن السياسة وما يحدث في البلاد هو ما شغلهن، ودار بينهن حديث حول الأصلح لحكم مصر، ومسألة فتوى الأزهر بجواز تولي المرأة رئاسة الجمهورية، حيث رفضت كثير من النساء هذه الفتوى على اختلاف طبقاتهن الاجتماعية، فيما رحبت به الفتيات الصغيرات طالبات الثانوي، وبعض طالبات الجامعة، مؤكدات أن المرأة مثل الرجل، وقد تكون أكثر نضجًا وذكاءً.

فيما احتدت بعض النساء الكبيرات في السن، مؤكدات أن السيسي هو الأصلح، وأكدت إحداهن: "السيسي ده امتداد للزعيم جمال عبد الناصر، والرئيس السادات، ما هو رجل جيش قوي وحازم زيهم، وده اللي البلد عايزاه"، وهذا ما تحتاجه البلاد الآن ليعيد الأمن والأمان والانضباط.

البنات عيارهم فلت:

وكما ذكرنا أن عربة السيدات لا تخلو من الخناقات، ففي إحدى المحطات، تدافعت الكثير من السيدات والفتيات داخل العربة، مما جعل إحدى السيدات تنفعل وتنهر الفتيات، على تدافعهن دون مراعاة للسيدات المسنات، فما كان من الفتيات إلا أن تعالت أصواتهن بالاعتراض على كلام السيدة المسنة، وتبادلن معها السباب والشتائم، وتدخلت بعض من النساء والفتيات، للسيطرة على الموقف.

ليمتد الحوار إلى ما أصاب أخلاق الفتيات هذه الأيام، والتغير الذي طرأ عليهن، فيما أكدت إحدى السيدات المسنات أن: "البنات خلاص عيارها فلت"، ولم تعد تحترم الأكبر سنًّا؛ لانشغال الأمهات في الخروج للعمل، والسبب غلاء المعيشة، أصبحت البنت لا يعلمها أحد الصح من الغلط.
الجريدة الرسمية