رئيس التحرير
عصام كامل

مصرية الهيئة القبطية الإنجيلية


لدينا الآن نحو ٤٦ ألف جمعية أهلية القليل منها فقط هي جمعيات جادة وفاعلة ومفيدة للمجتمع.. ومن بين هذا العدد القليل تحتل الهيئة القبطية الإنجيلية موقعا مهما، فهي من أكثر الجمعيات الفاعلة والمؤثرة والجادة في مجال التنمية والرعاية المجتمعية وأيضا الثقافة داحل مصر.


وراء هذه الجمعية تاريخ طويل منذ أن تم تأسيسها في الخمسينيات من القرن الماضي على يد القس صمويل حبيب وأمامها طموحات كبيرة في ظل قيادتها الحالية د. أندريه زكي أحد تلاميذ الراحل صمويل حبيب.. غير أن أبرز ما يميز هذه الجمعية هو مصريتها الواضحة وضوح الشمس.

فهي رغم أن مؤسسها مصري مسيحي ورغم اسمها ذا الطابع الديني إلا أنها منذ أن نشأت وهي تحرص على أن تكون منظمة مجتمع مدني حقيقية، أو جمعية أهلية لكل المصريين لا تفرق بين مصري مسيحي وآخر غير مسيحي، بل لعل المستفيدين من خدماتها التنموية والرعائية والمشاركين في أنشطتها الثقافية والحوارية من المسلمين أكثر من المسيحيين، وهذا ما تنطق به مراجعات وزارة الشئون الاجتماعية التي تلتزم بها الهيئة عن طيب خاطر لحرصها على أن تعمل في النور وبشفافية كاملة، على عكس بعض منظمات المجتمع المدني الأخرى التي تضيق بهذه الشفافية.

كما أن الهيئة القبطية الإنجيلية التي تعتمد في تمويل أنشطتها على المساعدات الأجنبية «أوربية وأمريكية» مع المساعدات الحكومية المصرية، فإنها لا تنفذ مشروعا تنمويا أو خدميا أو ثقافيا طبقا لأى أجندات أجنبية، وإنما طبقا لما تراه ضروريا للمجتمع المصري، خاصة المحتاجين والفقراء من أبناء هذا المجتمع.. ولذلك لا تحصل الهيئة على هذه المساعدات خفية أو سرا وإنما بمعرفة وزارة الشئون الاجتماعية والأهم تحت بصر شركائها.. كما أنها تحرص على أن تزيد من مواردها الخاصة من خلال عدد من مشروعاتها خاصة تلك الموجودة في المنيا.. وبالتالي تستحق هذه المنظمة أن تسمي الهيئة المصرية عن حق ونكمل غدًا..
الجريدة الرسمية