حلم تركيا بالانضمام إلى الاتحاد الأوربي يتبدد
ساهمت الأزمات الداخلية التي تمر بها تركيا في تراجع اهتمامها بالانضمام للاتحاد الأوربي.
المواطنون العاديون والنخبة السياسية وحتى رجال الأعمال، فقدوا حماس الانضمام إلى الاتحاد الأوربي بعدما كان ذلك في مقدمة أولوياتهم.
وتعيش تركيا منذ نحو عام، واحدة من أسوأ الأزمات الداخلية في تاريخها الحديث، بدأت الأزمة بالمظاهرات التي انطلقت من حديقة غازي في إسطنبول وامتدت لتشمل مناطق متفرقة من البلاد، ثم التعامل العنيف من قبل قوات الشرطة مع هذه المظاهرات، وأخيرا فضيحة الفساد الحكومية.
وجاء قرار حجب موقعي "تويتر" و"يوتيوب" ليدمر تماما سمعة الحكومة التركية في العالم، ولا سيما في دول الاتحاد الأوربي.
وبعد كل هذه التطورات ناشد الاتحاد الأوربي تركيا، التي تطمح للانضمام للاتحاد "ضرورة استئناف الإصلاحات في البلاد لتوافق معايير الاتحاد الأوربي"، وفقا لما جاء على لسان متحدثة باسم المفوضية الأوربية.
لكن ردود فعل أردوغان في الفترة الأخيرة على مثل هذه التصريحات اتسمت بقدر كبير من اللامبالاة وعدم الاكتراث، إذ سبق وصرح أردوغان في برلين في فبراير الماضي قائلا: "توضح الأزمة المالية العالمية والربيع العربي وما يحدث في سوريا ومصر، أن الاتحاد الأوربي يحتاج لتركيا بشكل أكبر من حاجة تركيا للاتحاد الأوربي".
كما عقب أردوغان على حجب موقع تويتر قائلا: إنه "لا يهتم لما يقوله المجتمع الدولي عن الأمر"، ولا يشك أحد الآن أن نتائج الانتخابات الأخيرة ستزيد من هذه الثقة بالنفس التي لا يفتقر إليها أردوغان.
وكانت تركيا مرشحة رسميا للانضمام للاتحاد الأوربي منذ عام 2005، لكن يبدو أن الاهتمام بمسألة الانضمام للاتحاد الأوربي يتراجع بشكل كبير داخل تركيا، وهو ما أظهره استطلاع للرأي جاء فيه أن 44% من الأتراك فقط يؤيدون انضمام بلادهم للاتحاد الأوربي مقارنة بـ 73% في عام 2004. أما نسبة الرافضين لانضمام بلادهم للاتحاد الأوربي فبلغت نحو 33% مقارنة بتسعة بالمئة فقط قبل عشرة أعوام.
هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل