رئيس التحرير
عصام كامل

مرحلة خطرة


مازال هناك حالة قلق وخوف يترقبها المواطن المصرى بعد تلك الأحداث الدامية التى تحدث يومياً. ولا شك أن الوطن يمر حاليًا بمرحلة من أخطر وأصعب المراحل فى تاريخه، فكل مرحلة انتقالية وخاصة تلك التى تعقب الثورات التى تطيح بنظام وتأتى بنظام جديد لابد وأن تشهد العديد من حالات التخبط والصدامات والهزات العنيفة التى يتم خلالها فرز الغث من السمين والحق من الباطل.


لقد وصلنا إلى مفترق طرق اتضح جليًا عقب محاولة بعض أعداء الثورة من الذين استفادوا كثيرًا بوجود النظام السابق فى السلطة، السعى الحثيث لإعادة كل أركان النظام السابق إلى السلطة من جديد وكأن الثورة لم تقم وكأن لم يكن هناك شهداء من الثوار.

إن سياسة الناس وإدارة شئونهم وتنظيم علاقاتهم وتوجيه سلوكياتهم من أعظم الأعمال فى حياة المجتمعات والشعوب والحضارات والأمم فقد اقتضت سنة الله فى خلقه أنه لا يصلح حالهم ولا تستقيم حياتهم إلا فى ظل وجود الحاكم أو الأمير أو الملك أو الرئيس والزعيم فيقيم فيهم العدل ويدفع الظلم وينظم الحياة ويمنع الفوضى ويحافظ على الحقوق وينصح لأمته وشعبه ، يأمن فى وجوده الخائف ويقوى الضعيف ويرتدع الظالم وتصان الأعراض وتعصم الدماء وتقام الحدود ويحفظ الدين فإذا لم يكن فى حياة الشعوب والمجتمعات والدول من يتولى إدارة حياتهم تحولت إلى فوض وصراعات واختلافات لا تنتهى ولا تقوم بعدها حياة.

كلما كان هذا الحاكم قريباً من الخير، قريباً من الحق كلما سعدت به أمته وأطاعته رعيته واجتمعت حوله القلوب ولهجت بالثناء عليه الألسن وخلد التاريخ ذكره وكتب له التوفيق والسداد وأجرى الله على يديه كل تغيير وتحول وإنجاز فى حياة أمته وشعبه.

ومطالب الشعب قد تكون بسيطة فى سطور وهى أن يعيش فى حالة أمان وعدم الخوف من المستقبل أو المصير المجهول الذى يراه وأن يعيش حياة كريمة وأن يهتم الرئيس بشئونه وليس بشئون دول أخرى أو فصيل يتبعه ويهمل هذا الشعب من أجله إرضاء هذا الفصيل أو التيار الإسلامى الذى يتبعه وأن يلمس الشعب فى الرئيس دور الأب الروحى لهذا الوطن الغالى وليس الديكتاتورية .

الجريدة الرسمية