العربي: لم يعد باستطاعة أي دولة الانعزال عن محيطها أو مواجهة الأزمات بمفردها.. بعض الدول العربية تعاني صعوبات في التحول نحو الديمقراطية.. ولابد من وجود استراتيجية لفض النزاعات بين الدول
قال الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية إن واقعنا الإقليمي والدولي يفرض علينا التعامل مع العديد من الأزمات المعقدة التي تستوجب تغيير الكثير من المفاهيم وآليات العمل سواء على مستوى الدول أو على مستوى المنظمات الإقليمية أو على مستوى هيئات المجتمع المدني بمختلف أطيافها وفعالياتها.
وأوضح العربي في كلمته بافتتاح أعمال مؤتمر "نحو بناء شبكة عربية لمواجهة الأزمات"، والذي أقيم بالمملكة الأردنية بحضور عبد الله النسور رئيس الوزراء الأردني، الدكتور أوجستينو ميوتزو مدير عام إدارة الاستجابة للأزمات بالاتحاد الأوربي، الدكتورة سيما بحوث، الأمين العام المساعد للأمم المتحدة، المدير الإقليمي للدول العربية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، -أن الدول العربية تشهد متغيرات كبرى حيث يعاني عدد من بلدانها من صعوبات التحول نحو بناء نظم ديمقراطية جديدة وحديثة وتتفق مع العصر، وفي الوقت نفسه، تعاني أيضًا من مخاطر الانزلاق نحو الحروب والنزاعات الأهلية المسلحة، ومن أزمات إنسانية قاسية، وانتهاكات لحقوق الإنسان.
وكذلك معالجة القضايا ذات الصلة بالنزاعات التقليدية على الحدود والموارد الطبيعية، والموقف من سباق التسلح وانتشار أسلحة الدمار الشامل، وكذلك التعاون في مجال مكافحة الإرهاب، وفي مقدمة كل ذلك بالطبع المخاطر الناجمة عن عدم التوصل إلى تحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة بسبب استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عام 1967، مع ما يشكله هذا الاحتلال من تهديد مستمر تهديد حقيقي لأمن واستقرار المنطقة على اتساعها.
وأكد العربي أنه وفي مواجهة كل هذه التحديات، لم يعد باستطاعة أية دولة أن تنعزل عن محيطها، أو تدعي قدرةً على مواجهة الأزمات وتداعياتها بمفردها، وبات العمل الجماعي ضرورة حتمية يفرضها الاحتياج المتبادل بين الدول للاستجابة الفعالة للأزمات وتحمل الأعباء.
وأشار إلى أنه وانطلاقًا من مسئولياتها إزاء تلك التحديات، وقعت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية اتفاقًا مع الاتحاد الأوربي لتنفيذ مشروع يهدف إلى تعزيز القدرات المؤسسية للجامعة العربية وأجهزتها في مجال الإنذار المبكر والتعامل مع الأزمات، حيث قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالإشراف على تنفيذ هذا المشروع، وتم افتتاحه بالفعل في مارس 2013 بحضور البارونة كاثرين آشتون ممثلة الشئون الخارجية والسياسية والأمنية للاتحاد الأوربي.
وأضاف:"ولقد عملت الجامعة العربية خلال الفترة الماضية على استكمال البنية الأساسية لمركز الإنذار المبكر والاستجابة للأزمات وتزويده بأحدث التكنولوجيات المتاحة في مجال جمع وتحليل المعلومات والاتصالات.
كما عملت الأمانة العامة على النهوض بكوادرها لتتمكن من مواكبة التطور التكنولوجي، فقامت بتدريب أكثر من ثلاثمائة من العاملين في الإدارات المختلفة بالأمانة العامة، بمشاركة عدد من الدبلوماسيين العرب، ولقد شمل التدريب مجالات متعددة منها فض المنازعات وبناء السلام، والإنذار المبكر، ومجالات جمع وتحليل المعلومات، والمهارات المتعلقة بكتابة التقارير".
وأكد أن المشروع يهدف إلى تبادل الخبرات بين الدول والمنظمات العربية والدولية من خلال عقد العديد من المؤتمرات واللقاءات وورش العمل، والتي هدفت إلى تقييم الاحتياجات في فترات ما بعد النزاعات، والوساطة، والأمن الإنساني، وقضايا حقوق الإنسان، والمساعدات الإنسانية، مشيرا إلى أنه تم مؤخرًا وكنتيجة لجهود جامعة الدول العربية تبني القمة العربية الأخيرة التي عقدت بالكويت مبادرة لإنشاء آلية عربية لتنسيق المساعدات الإنسانية والاجتماعية في الدول العربية.