رئيس التحرير
عصام كامل

الائتلاف السوري المعارض يترك القاهرة ويطرق أبواب "إسطنبول".. نقل الاجتماعات إلى المدينة التركية.. القرار يعكس "الغصة" بين أعضاء الائتلاف وأمين الجامعة العربية.. والقرار يعيد الجدل حول "مقعد سوريا"


لليوم الثاني على التوالي تلتئم الهيئة العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في اجتماعاتها بالمدينة التركية إسطنبول، بصورة مغايرة للمتفق عليه، حيث كان من المنتظر أن يعقد الائتلاف اجتماعه بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، إلا أن الائتلاف وبصورة مفاجئة، وبعد انعقاد القمة العربية، التي اختتمت أعمالها الشهر الماضي بالكويت، بالإعلان عن دعوة ممثلي الائتلاف الوطني السوري في اجتماعات مجلس جامعة الدول العربية كحالة استثنائية للقواعد المعمول بها في الجامعة العربية اعتبارا من الدورة العادية المقبلة للمجلس سبتمبر المقبل، مع التأكيد على قرار القمة العربية في دورتها الـ ٢٤ بالدوحة، حول تسليم المقعد السوري للائتلاف الوطني.


أغفل الائتلاف الوطني السوري الاجتماع في مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بما يقدمه من ميزة مهمة للائتلاف وحضوره العربي، وبدون سابق إنظار، حيث قال الدكتور نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، في وقت سابق: إنه تفاجأ بالإعلان من قبل الائتلاف عقد اجتماعه في تركيا، وكان المتفق عليه أن يجري الاجتماع داخل أروقة الجامعة العربية، وحدد له الأسبوع الأول من شهر أبريل.

وكان من المنتظر عقد الاجتماع في الـ ٢٠ من مارس الماضي، إلا أنه وبسبب فعاليات القمة العربية كان من المنتظر أن يتخير الائتلاف بين عقد الاجتماعات في النصف الأول من أبريل، وهو ما تعطل أيضًا بسبب الاجتماعات التي احتضنها مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، وخاصة اجتماع مجلس الجامعة على المستوى الوزاري، وكان وقتها التأكيد والترحيب من قبل ممثلي الائتلاف بالمشاركة التي ستمثل الكثير بالنسبة للمعارضة السورية التي كانت تتأهل من أجل تسلم شئون المقعد السوري في قمة الكويت، بعد أن نالوا تأكيدات ووعودا عربية، وفقا لمصدر في الائتلاف، لكن قرار الاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة العربية، غير المشهد بشكل كبير، حتى يوم القمة، وكلمة رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا المؤثرة التي ألقاها على القادة العرب، في أعقاب كلمة المملكة العربية السعودية، ومطالبة الأمير سلمان للجامعة بتسليم المقعد لسوريا.

ويبدو أن الموقف الخاص بالائتلاف، وعقد اجتماعاته في تركيا بدلا من القاهرة يأتي ردا على حديث العربي في المؤتمر الصحفي الذي جاء في ختام قمة الكويت وقال فيه: إنه كان رافضا منذ البداية مسألة تسليم المقعد، وهو الأمر الذي لقى العربي جراءه هجوما من قادة الائتلاف والمتحدث الرسمي لؤي صافي، الذي تساءل عن السبب في موقف العربي، وقال: إنه لا يتجاوز كونه منفذا لقرارات الدول العربية.

نبيل العربي الأمين العام لجامعة الدول العربية، أكد مؤخرًا، وعلى الرغم من حديثه الرافض لتسليم المقعد والذي يعتبره المتابعون لتصريحاته المتعاقبة منذ بدء الأزمة السورية في أعقاب ثورة الشعب السوري، على موقفه الداعم للئتلاف السوري، وكونه معبرا عن تطلعات الثورة الشعبية السورية، والتي جاءت في إطار رياح الربيع العربي التي بدأت في تونس وتابعها الجميع، وعلى الرغم من ذلك وجه عدد من الانتقادات للائتلاف السوري، كان من أهمها أنهم بحاجة إلى واجهة واحدة للائتلاف، للحديث معها بعيدا عن التغييرات التي تجري بين آن وآخر، مشيرا إلى أنه ومنذ ٢٠١٢ وحتى الآن تغير رئيس الائتلاف ثلاث مرات، وهو الأمر الذي يعرب العربي ضمنيا في حديثه عن امتعاضه منه، فعلا يمكن وفقا لقوله أن يجرى تغيير بين حين وآخر، وأن يتعاقب المتحدثون، والمحاورون معهم باسم الائتلاف، مشيرا إلى أنه يسمع ما يتداول عن تغيير لرئيس الائتلاف في انتخابات ستجرى في يونيو المقبل وهو الأمر الذي يراه مستغربا وغير سليم في التواصل معهم، فهو لا يعقل أن يتخاطبوا في كل فترة مع رئيس جديد للائتلاف.

وفي ظل هذه المواقف أعلن الائتلاف عن انتخاب هيئة سياسية جديدة، تمثل وفقا لقول لؤي صافي الناطق باسم الائتلاف حالة التوافق بين الكتل المختلفة، إضافة إلى انتخاب وزراء في الحكومة المؤقتة السورية، والتي يجرى تشكيلها من قبل الائتلاف السوري ليكون بذلك الائتلاف قد استكمل شروط تسلمه المقعد بانتظار الموقف العربي في سبتمبر، وهل سيتغير كما جرى عقب قمة الدوحة أو أن الدول العربية ستقدم مقعد سوريا للائتلاف.
الجريدة الرسمية