رئيس التحرير
عصام كامل

ثروات ضائعة


تحدثت فى المقال السابق"أنتم المفلسون" وعرضت ثروات مصر غير المستغلة والتى يطلق عليها الثروات "الضائعة" وكيف نديرها أو نستغلها لما تمثله من أهمية اقتصادية كبيرة للبلاد، واليوم أعرض عليكم أولى هذه الثروات التى هى غائبة عن حكومة الحزب الوطني، "أقصد" الإخوان المسلمين.


أولا هناك 22% من مساحة مصر أى ما يعادل 868 ألف فدان من أجود الأراضى الصحراوية "بالعلمين والصحراء الشرقية والغربية وسيناء والساحل الشمالي" مزروعة بالألغام منذ الحرب العالمية الثانية حيث يوجد بها نحو 23 مليون لغم حسب الإحصائيات الرسمية ، ومنذ نحو 70 عاماً لم تفكر الحكومات المصرية المتعاقبة فى تطهير وإزالة هذه الألغام بل كانت تحارب من أجل الحصول على تعويض مادى من الدول التى قامت بزراعتها متناسية أن مصر كانت طرفاً أصيلاً فى هذه الحرب منذ أن أعلنت الحرب على ألمانيا، وهذا ما حدث بالفعل وباءت جميع المحاولات فى المطالبة بالتعويضات بالفشل، مما أدى إلى تدهور هذه الأراضى طوال هذه الفترة لعدم استغلالها بالإضافة إلى مئات القتلى والجرحى والمصابين من جراء هذه الألغام ، وازداد الأمر تعقيداً بسبب تحرك الألغام من أماكنها بسبب العوامل الجوية مما أدى إلى صعوبة العثور عليها بالطرق السهلة.

أما اليوم دعونا ننسى الماضى ونفكر فى المستقبل ، فكيف يمكننا أن نستفيد بتلك هذه الأراضى اقتصادياً؟ فهل يمكننا ذلك؟ بالطبع يمكننا الآن إذا قامت الحكومة الحالية بالاهتمام بهذا الملف المهم بحيث يتم طرحها للمستثمرين من شركات البترول العالمية وشركات استصلاح الأراضى والشركات السياحية ويتم تخصيصها لهم بحق انتفاع ويقومون بتطهيرها من الألغام حيث يوجد فى هذه الأراضى كميات هائلة من البترول الخام من الممكن أن تكون مصر من أكبر دول العالم فى تصدير البترول إذا تم اكتشاف الحقول التى بها بالإضافة إلى أن هذه الأراضى من أجود الأراضى الزراعية كما يوجد بها محميات طبيعية يمكننا استغلالها سياحياً، وإقامة المصانع بها، كما يمكن استغلالها فى توليد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح.

فإذا فكرنا فى هذا الملف بجدية واهتمام ففى غضون عشر سنوات على الأكثر ستصبح مصر من أغنى دول العالم، وهناك مثال بسيط من الممكن يتم تنفيذه وهو أن شركة السكر والصناعات التكاملية كانت تطلب من وزارة الزراعة منذ عدة سنوات تخصيص 100 ألف فدان لها لزراعة محصول قصب السكر أو البنجر وإقامة مصنع بجوار هذه الزراعات فلماذا لا تبادر شركة السكر أولاً وتحصل على هذه المساحة أو أكثر منها فى هذه المناطق وتقوم بتطهيرها من الألغام وزراعتها بالقصب أو البنجر وعمل مصانع بها لتصنيع السكر كما أنه سيتم تشغيل آلاف الشباب من خريجى دبلومات الزراعة والتوسع العمرانى والخروج من الوادى الضيق.

الجريدة الرسمية