رئيس التحرير
عصام كامل

كيري.. ولصوص ثورتنا!


"أسمع كلامك يا مستر كيرى أصدقك، و«أشوف» أفعالك أنت وإدارتك أستعجب"!
نعم أنا أصدقك عندما تقول إن ثورة مصر في ٢٥ يناير لم يصنعها الإخوان إنما هم سرقوا هذه الثورة.. وإن كان يتعين أن تفهم أن هذه الثورة لم ينفرد بصنعها فقط مجموعة محدودة من الشباب الذين التقوا عبر وسائل التواصل الاجتماعى، إنما هي نتائج تراكم نضال طويل خاضه عدد ليس بقليل من المصريين منذ النصف الثانى من سبعينات القرن الماضى وحتى نهاية العقد الأول من القرن الحالى.. وبعض هؤلاء دفع الثمن من حريته ورزقه ومستقبله هو وأولاده.. وهكذا لم يكن الذين صنعوا الثورة المصرية هم هؤلاء الذين عايرتهم السيدة كونداليزا رايس بأنها قدمت لهم نصف المساعدات الأمريكية المخصصة لمصر أو ساهمت في تدريبهم المؤسسات والأجهزة المصرية على مواجهة الشرطة.. بل إن هؤلاء مثلهم كالإخوان حاولوا احتكار الثورة والاستئثار وحدهم بمنح القرابين والطقوس الثورية لمن يشاءون ويمنعونها عمن لا يرغبون!


ومع ذلك فإننى يا مستر كيرى أصدقك في أن الإخوان سرقوا الثورة المصرية حينما استولوا في غفلة مننا على حكم البلاد وبما اقترفوه من جرائم عديدة في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية السابقة.

لكننى يا مستر كيرى أتعجب من إصراركم على الاستمرار في دعم ومساندة هؤلاء الذين تصفهم بأنهم لصوص للثورة المصرية!..

إن المعنى الوحيد الذي نستنتجه من ذلك أنكم في أمريكا ترجعون وتعملون على سرقة الثورة المصرية أي إجهاضها وتدميرها.. أي أنكم كنتم فقط تستهدفون الإطاحة فقط بنظام حكم مبارك في إطار ثورة حتى لا تنكشف خططكم الخاصة بإعادة صياغة الأوضاع السياسية في بلدنا بل وكل منطقتنا للمحافظة على مصالحكم وضمان استمرار هيمنتكم علينا حتى ولو كان ثمن ذلك فرض نظام استبدادى "فاشى" علينا.. ولأننا رفضنا ذلك تعاقبوننا على ذلك بدعم ومساندة الإرهاب الإخوانى الذي أعلن الحرب علينا.
الجريدة الرسمية