رئيس التحرير
عصام كامل

أهلا عبد الفتاح السيسي


في شهر أكتوبر الماضي كتبت مقالًا بعنوان «لماذا الفريق السيسي؟» -وقتها لم يكن مشيرًا- وقلت رغم إنه زاهدٌ في الحكم وأكد ذلك كثيرًا وأن حمايته لإرادة المصريين أهم عنده من كرسي الرئاسة. وقلت أيضا إن السيسي صادق فيما يقول لكن أمام رغبة الشعب والظروف التي سوف تمر بها مصر والأخطار التي تواجهها في الداخل والخارج فلن يجد السيسي مفرًا من الترشّح والاستجابة للجماهير؛ لأنه في النهاية جندي في المعركة ولا يستطيع عصيان الأمر الصادر له من الشعب، حتى لو كانت حياته الثمن، وبالفعل تحقق ما كنا نتوقعه واستجاب السيسي للرغبة الشعبية في الترشح ووضع قدماه على بداية طريق طويل من العمل الجاد والشاق، وسوف يجد معارضة شديدة من الخارج بالتعاون مع الجماعة الإرهابية في الداخل لمحاولة إفشاله، لذلك فالمسئولية الأكبر هنا تقع على عاتق الشعب قبل الرئيس؛ لأن أي رئيس حتى لو كان مَلاكا من السماء لن يستطيع تحمل المسئولية ومواجهة كل المشاكل والصعاب وحده، نتوقع من الدول الداعمة للإرهاب سواء أمريكا أو أوربا كل شيء حتى الحصار الاقتصادي ولكن تماسكنا وثقتنا بأنفسنا سوف يُفشلان كل مؤامراتهم، ورب ضارة نافعة، لأن معاداة الغرب لنا قد تجعلنا نعتمد أكثر على أنفسنا ونحاول اكتشاف كنوزنا، ولنا في التجربة الإيرانية خير مثال؛ فحصار الغرب لها جعلها تنتج وتتفوق في البحث العلمي وتصبح دولة نووية، وكما قال السيسي في كلمته للأمة إنه من العار علينا أن نتسول غذاءنا من الخارج رغم قدرتنا على إنتاجه، مصر تحتاج لرئيس يُجمع عليه لن أقول كل الشعب، بل على الأقل 80% منه حتى يقف بجواره ويسانده ويدعمه وتتعاون معه كل مؤسسات الدولة، مصر لا تتحمل تجربة الرئيس الناجح بـ 50% وأفضل شخصية عليها توافق شعبي ودعم مؤسسي هو المشير عبد الفتاح السيسي، ولكن هل الفوز بالرئاسية هو نهاية المطاف؟ ما أسهل طريق السيسي إلى الرئاسة لكن ما أصعب كرسي الرئاسة في مصر خلال هذه المرحلة الأصعب في تاريخها! يجب على المشير أن يعتمد على أهل الخبرة والكفاءة وأن يكون لديه برنامج متكامل للعدالة الاجتماعية يبدأ في تنفيذه اليوم قبل الغد، حتى يلتف حوله كل أفراد الشعب، فبالتنمية الاقتصادية مع العدالة الاجتماعية سوف نقضي على الإرهاب كما يجب على السيسي أن يُبعد عنه كل الوجوه الكريهة والمكروهة والتي قد تخصم من رصيده الشعبي وهو لا يعلم، وإن شاء الله سوف يوفقه المولى تبارك وتعالى ويكتب له النجاح بقدر إخلاصه وحبه لبلده.

الجريدة الرسمية