رئيس التحرير
عصام كامل

غياب الدولة في «مجزرة أسوان»


رغم أننى لا أستبعد وجود تحريض إخوانى مستمر أو صريح في مذبحة أسوان البشعة.. إلا أننى أعتقد أن غياب الدولة هو السبب الرئيسى لوقوع هذه المذبحة.. غياب الدولة وليس فقط تأخر الأمن في التواجد عندما بدأت الأزمة هو الذي منح الفرصةـ وهيأ المناخ لنجاح أي تحريض وبالتالى تحول مستصغر الشرر إلى نار مشتعلة حرقت روح أسوان السمحة الطيبة قبل أن تحرق بيوتًا وبشرًا.


هذه هي مشكلتنا وأزمتنا الحقيقية.. لقد صارت في السنوات التي خلت دولتنا إلى دولة ورقية لعبت بها في شتى الاتجاهات رياح يناير ٢٠١١.. الدولة لم تعد موجودة في حياتنا إلا بالنذر اليسير وشكليها فقط، لذلك انتشرت العشوائية في حياتنا هذه وشاعت الجريمة.

دولتنا هذه التي لم تتمكن من حماية عدد من سجونها حينما اقتحمتها عناصر من حماس وحزب الله.. اقتحموا حدودنا قبلها بأيام وعاثوا في أرضنا فسادًا، هي دولتنا التي انتشرت فيها جرائم الخطف والسرقة وتجارة المخدرات، ناهيك بالطبع عن جرائم القتل.. فهى غير موجودة في حياتنا.

إن هذا الغياب للدولة هو المسئول الحقيقى عن مجزرة أسوان ولو كان أهل العائلتين يدركون أو يحسون بوجودها لم استفحلت مشكلة بسيطة إلى أزمة أثمرت مجزرة بشعة.. ولعل هذا ما فهمه رئيس الوزراء إبراهيم محلب عن حق ولذلك ذهب مع اثنين من وزرائه إلى هناك ليبعث برسالة للجميع أن الدولة في سبيلها للعودة مجددًا.
الجريدة الرسمية