«التليجراف» تكشف البرنامج السري للاستخبارات الأمريكية.. تورط «بلير وجاك سترو» في عمليات التعذيب لـ«سي آي إيه».. واتهامات جنائية للمخابرات البريطانية بتسليم المشتبه بهم با
كشفت صحيفة التليجراف البريطانية أن رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير كان على علم بشكل كامل لبرنامج سي آي إيه السري للخطف والترحيل القسري والتعذيب بعد هجمات 11 سبتمبر، وظل على علم بكل خطوة من قبل الاستخبارات البريطانية (إم آي 6).
وأشارت الصحيفة أن بلير ووزير خارجيته جاك سترو أطلعا بشكل كامل على كل خطوة لأنشطة الاستخبارات المركزية الأمريكية وعرضت عليهما آراء قانونية من قبل إدارة بوش، حول جعل بعض أساليب الاستجواب كالإيهام بالغرق قانونية.
وأوضحت الصحيفة، أن ذلك يتزامن مع استمرار اسكتلنديارد التحقيق في احتمال توجيه اتهامات جنائية لضباط بالاستخبارات البريطانية بتهمة التواطؤ المزعوم بتسليم المشتبه بهم بالإرهاب، ومن بينهم اثنان من الاسلاميين الليبيين الذين أعيدوا إلى طرابلس في عام 2004، حيث تعرضوا للتعذيب.
وأضافت الصحيفة أن القضية فتحت في عام 2012 بعد الوثائق المستردة خلال الثورة الليبية لإظهار مارك ألين، رئيس مكافحة الإرهاب قد يكون متواطؤ في عمليات الترحيل لعبد الحكيم بلحاج الذي اعتقل من قبل وكالة الاستخبارات المركزية وهو مع زوجته الحامل.
وكان من بين الوثائق وثيقة تهنئة من السير مارك لرئيس المخابرات الليبية، موسي كوسا للوصول الأمن لبلحاج، واضطرت الاستخبارات البريطانية الخارجية تسليم وثائق للشرطة كجزء من التحقيق.
ولفتت الصحيفة إلى عدم اعتراف الحكومة البريطانية رسميا بدورها في عمليات الترحيل ولم تعتذر رسميا للضحايا على الرغم من أنها تدفع عدة ملايين الجنيهات في المستوطنات لعمليات تسليم سري للضحايا أو السجناء السابقين في خليج جوانتانامو الذين قاموا برفع دعاوي قضائية للحصول على تعويضات.
وكان مجلس الشيوخ الأمريكي صوت للمطالبات ضد بلير لرقع السرية عن 6300 ملخص للتقارير في صفحة برنامج الترحيل السري لوكالة الاستخبارات المركزية، والمحاكم الإنجليزية ليس لديها ولاية قضائية على الأحداث التي تقع في بلدان أخرى.
وقال خبراء قانون: "إن قرار أوباما لرفع السرية عن تحقيقات في برنامج النعذيب يقوض بنحو خطير مطالبة الحكومة البريطانية بأن تكون جميع المعلومات المتعلقة بالقضية يجب أن تكون سرية أو أن يستمع لها في محاكم سرية التي أنشئت في العام الماضي لمثل هذه الحالات".
وقال متحدث باسم بلير مساء أمس السبت: "أنه كان مسافرا في أفريقيا ولم يتسن الحصول على تعليق"، بينما قال سترو في مجلس العموم "لا صحة للمزاعم بتورط بريطانيا في عمليات الترحيل واصفا إياها بنظريات مؤامرة".