رئيس التحرير
عصام كامل

وزارة للحب..!!


سمعت قليلا ولم أسع لمعرفة الكثير عن المبادرة التي أطلقتها الزميلة هناء عبد الفتاح لإنشاء وزارة جديدة باسم وزارة "الحب".. فالفكرة جريئة للغاية وأعتقد أننا في حاجة شديدة إليها خلال هذه الفترة بعد 3 سنوات من الخلافات الشديدة التي وصلت فى بعض الأحيان إلى "الكره ".. فالشعب المصري منذ ثورة 25 يناير يعيش في حالة من التوهان.. وأنا هنا أتحدث عن عموم الشعب وليس النخبة أو الصفوة أو رجال الأعمال.. فهذا التوهان تسبب في حدوث حالة شديدة من الاستقطاب وصلت إلى ذروتها قبل انتخابات الرئاسة الماضية وخف قليلا بعد ثورة 30 يونيو.. لدرجة أنه أصبح يقتصر على مجموعة قليلة جدا مقابل عموم الشعب.. هذه هي الحقيقة رغم كل ما تروجه هذه المجموعة الصغيرة بأن الشعب كله يقف وراءها.. فلو الشعب كله بالفعل أو جزء قليل منه يقف معها لما حدث ما حدث في 30 يونيو.


المهم في هذا الموضوع هو أننا بالفعل بحاجة إلى عودة الحب بيننا.. وليس شرطا أن يكون هذا الحب من خلال وزارة أو هيئة ولكن يجب أن يكون نابعا من القلوب وإخلاص النوايا.. فالحب الموجه إلى الوطن يزيد ويفوق من وجهة نظري الحب الذي يوجه إلى شخص.. فالأشخاص زائلون وحبهم يزيد وينقص بمرور الوقت أما الوطن فهو الباقي لنا ولأبنائنا وأبناء أبنائنا.

ففكرة إنشاء وزارة للحب هي بمثابة دق لناقوس الخطر لما نعيشه الآن من اختلاف شديد في الرؤى والمواقف والسياسات.. هذا الاختلاف الذي كان سيضيع البلد في وقت ما عندما وصل إلى " كره " يجب أن يكون خلافا على مصلحة وطن لا مصالح أشخاص أو جماعات.. وهذا لن يتحقق إلا بالحب.. الحب الخالص للوطن.. الحب الذي لا يهدف إلى مصلحة أو منصب أو عائد مادي أو منفعة قريبة أو بعيدة.. الحب الذي يجعلنا نعمل من أجل اقتصاد بلدنا.. الحب الذي يجعلنا نتمسك بالقيم والعادات والتقاليد والمبادئ التي تربينا عليها من الأجداد والآباء.

أعتقد أن الزميلة التي تحارب من أجل نشر الفكرة ستواجه صعوبات كثيرة.. بل ومن الممكن أن تقابلها "رخامات" أكثر ولكن من وجهه نظري مجرد لفت النظر إلى أننا بحاجة فعلا إلى الحب بيننا سيكون هو بداية النجاح.. ولكن في نفس الوقت يجب أن نبحث عن السبب في غياب الحب بيننا طوال الفترة الماضية حتى نعرف كيف نعود له من جديد.

ومن وجهة نظري أن التكنولوجيا الحديثة هي السبب الأكبر في غياب الحب بيننا أو نقصانه.. فمواقع التواصل الاجتماعي أصبحت مشبعة بالشتائم والشماتة.. ووسائل الإعلام المقروءة والمرئية نجحت في زيادة هذه الفجوة بشكل ربما يكون غير متعمد (جهل).. فهي تسعى للانفرادات الزائفة على حساب الوطن وحساب الحب الذي كان يجمعنا منذ قديم الأزل.

يا شعب مصر.. نحن نحتاج لعودة الحب بيننا.. فكفانا ما حدث خلال السنوات الثلاث الماضية.. فهل نحتاج إلى حرب جديدة مع إسرائيل من جديد لكي نعود للاصطفاف معا جنبا إلى جنب ؟!
Gebaly266@yahoo.com
الجريدة الرسمية