رئيس التحرير
عصام كامل

بالتفاصيل والأرقام: مؤامرة "اللصوص " على السيسي! ( 2 )


قال لنا بعض الأعزاء بعد مقال الأمس: نريد تبسيطا أكثر للموضوعات الاقتصادية وخصوصا عن البورصة، وما جري فيها بعد ترشيح السيسي من انهيار ملحوظ وغير متوقع، وما في ذلك من أرقام عملية نخبوية في الأساس وتحتاج إلى تبسيطها أكثر.. ولذلك سنستعرض الأمر اليوم بطريقة مختلفة..


كنا - ذات يوم - نلتف مجموعة من شباب الحزب الناصري حول الخبير الكبير الدكتور محمد محمود الإمام وزير التخطيط الأسبق، وكان من بين الأسماء الكبيرة التي أسست الحزب الناصري قبل إضعافه وحكي لنا أطال الله في عمره القصة التالية فيقول: "سألت المسئول الكبير في هيئة المعونة الأمريكية: لماذا لا تعطون مشاريعكم إلى "...." وقال اسما معروفا جدا في عالم المال والمقاولات ثم أضاف: إنه الأقرب لكم في مصر.. هل تكرهونه؟ فرد المسئول الأمريكي الكبير: بالعكس.. إننا نحبه.. ولأننا نحبه لذلك نريد ألف مثله في القاهرة "!!!

انتهت القصة ذات الدلالة.. والتي تشي بأن بخلاف رجال الأعمال أولاد الأصول ممن لهم جذور مالية واقتصادية وعائلية معروفة فهناك كثيرون نبت شيطاني تمت صناعته يدويا على الأيدي الامريكية.. لا تعرف لهم جذورا.. ولا تعرف لهم تاريخا.. ولا تعرف كيف بدءوا ولا من أين جاءوا ولا في أي أعمال يعملون.. ولا من أي طريق صنعوا هذه الثروات الكبيرة المرعبة التي لديهم.. ليسوا بالضرورة أن يكونوا عملاء أو جواسيس إنما ارتباط المصالح يدفعهم بالمصلحة أو بالتوجيه إلى فعل الجواسيس أو العملاء.. هذه النوعية بمفردها قادرة على اللعب ضد السيسي لعبا خبيثا حتى لو لم يقترب منها بشيء ..ولم يمسها بسوء.. فما بالكم إن كان السيسي يشير لها صراحة بالعكس؟! تعالوا نستعرض ما جري الأيام الماضية ولم يلحظه الكثيرون:

قال السيسي حرفيا في خطاب الترشيح: "إن مصر أكبر من أن تعيش على مساعدة الآخرين ".. وقال أيضا " إن حال الفقر والمعيشة في مصر لا يجب أن يستمر هكذا " والسؤال: رجل يتحدث عن إنهاء الفقر ويرفض مبدأ مساعدة الآخرين وهو نفسه من قال إن معونة أمريكا لمصر أو للجيش لن تكون على حساب القرار ولا الاستقلال المصري.. فمن أين سيأتى هذا الرجل حال وصوله للسلطة بالأموال التي ستعينه على مشروعه الطموح لإنهاء الفقر من مصر؟! الإجابة جاءت على لسان الدكتور هاني قدري وزير المالية في تصريح "جس نبض" كان كبالون اختبار كبير عن اقتراح أسماه "ضريبة الثروة" تقضي بفرض ضريبة جديدة بمقدار 5 % على من تزيد أرباحه السنوية على مليون جنيه! والعائد المتوقع منها سنويا يزيد على 120 مليار جنيه مصري!

"ضريبة الثروة " هكذا أسماها.. ولما كان رد الفعل عنيفا جدا في دوائر المال خصوصا عند هذه الفئة من رجال الأعمال ذات النبت الشيطاني ومن غير ذوي الأعمال المجتمعية والإنسانية أو ما يسميهم مفكرو اليسار بـ"الرأسمالية الطفيلية".. لذا وعلي الفور تبدلت التصريحات التي راح الرجل يدلي بها إلى كل وسائل الإعلام.. وتحولت ضريبة "الثروة" إلى "ضريبة الأغنياء".. وبدلا من كونها قانونا أصبحت مشروعا لمدة ثلاث سنوات فقط.. وبدلا من إلصاقها بالعهد القادم قال الرجل إنه اقتراح لرجال أعمال تقدموا به بأنفسهم ليس للسيسي وإنما للدكتور حازم الببلاوي.. والأهم أنه قال: إنها على الأرباح وليست على الثروة !! و...و نكمل غدا.
الجريدة الرسمية