رئيس التحرير
عصام كامل

خبير: "وديعة قطر" لن تؤثر على سوق السودان


أدت زيارة أمير قطر للخرطوم يوم الأربعاء، والإعلان عن استلام السودان لوديعة قطرية قدرها مليار دولار، إلى ربكة وتحرك في سعر صرف العملات الأجنبية في السوق الموازية، حيث انخفض سعر صرف الدولار مقابل الجنيه السوداني بشكل طفيف، في حين قلل خبير اقتصادي من تأثيرات الوديعة القطرية على السوق واصفًا الاقتصاد السوداني بأنه يعاني مشكلات حقيقية تطلب معالجات في المقام الأول.


وبمجرد مغادرة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الخرطوم أمس، أعلن بنك السودان المركزي ضخ مبالغ مقدرة من النقد الأجنبي للمصارف العاملة بالبلاد بداية الأسبوع المقبل لتغطية احتياجات صغار المستوردين بصورة مستمرة.

وشهدت أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني، ارتفاعًا غير مسبوق منذ الأسبوع الماضي حيث وصل سعر صرف الدولار 8.65 جنيهات سودانية.

وأعلن وزير المالية السوداني بدر الدين محمود، أن قطر منحت السودان القسط الثاني من الوديعة القطرية البالغة مليار دولار، التي ستُعطى للبنك المركزي السوداني لدعم احتياطات النقد الأجنبي.

وقال محمود، في تصريحات صحفية، في ختام زيارة أمير قطر للسودان أمس: إن الرئيس البشير والأمير تميم اتفقا على إقامة مشروعات استثمارية مشتركة في مجالي الطاقة والتصنيع الزراعي.

وعقب الإعلان عن استلام السودان للوديعة القطرية، قال عدد من التجار في السوق الموازية للعملات الأجنبية لـ"العربية نت": إن سعر صرف الدولار انخفض بشكل طفيف حيث وصل إلى 8.45 جنيهات. وأقروا بأن الوديعة القطرية حركت سعر الصرف، لكنها كذلك أحدثت ربكة في السوق باعتبار أن البعض غير موقن بأن سعر الصرف سيواصل الانخفاض، مشيرين إلى أن البنك المركزي دائما ما يضخ مبالغ أجنبية للمصارف تؤدي لانخفاض مؤقت في سعر صرف العملات الأجنبية والتي تعاود الارتفاع بأعلى مما كانت عليه.

من جهته وصف الخبير الاقتصادي السوداني الدكتور التجاني الطيب في حديث للعربية نت الخميس، الانخفاض الطفيف في سعر صرف العملات الأجنبية نتيجة الوديعة القطرية بأنها مجرد توقعات سرعان ما تزول.

وقال الدكتور الطيب: إن التأثيرات الاقتصادية لزيارة أمير قطر للسودان ستكون محدودة جدا. مشيرًا إلى أن الوديعة لا تباع، وحتى لو تم استثمارها فإن عائدها سيكون ضعيفا لن يؤثر على السوق التي قال إنها يمكن أن تستوعب المليار دولار سريعًا في ظل الوضع الاقتصادي الحالي.

ووصف الخبير الاقتصادي اعتزام بنك السودان المركزي ضخ مبالغ مقدرة من النقد الأجنبي للمصارف بداية الأسبوع المقبل، بأنه "لعب بالأرقام واللغة" وأضاف بقوله "هناك مشكلة حقيقية وكبيرة في الاقتصاد السوداني يجب حلها أولًا".

وهبط الجنيه السوداني بشدة في مواجهة العملات الصعبة في أعقاب ذهاب جل عائدات النفط بانفصال جنوب السودان في يوليو 2011، واقترب الجنيه خلال الأيام الماضية من حاجز الـ9 جنيهات أمام الدولار.
الجريدة الرسمية