سلجوقيا العظمى والغزو العثماني الجديد!!
لا تعرف الغالبية العظمى من (مثقفينا) شيئًا مما فعله السلاجقة القدامى بنا وهي لا ترغب في هذا مكتفية بقصاقيص الثقافة التي يلتقطونها من وسائل الإعلام.
لا يعرف هؤلاء أن العثمانيين هم السلاجقة وأن هؤلاء كانوا "شراذم" من القبائل الرُحَّل التي اعتمدت السلب والنهب كوسيلة لكسب العيش قبل أن يتحولوا لإمبراطورية تعتمد على نهب ثروات وموارد الشعوب التي تفتك بها، ومن ضمنها مصر، وهو ما كشفناه في كتابنا (الدولة العثمانية: الوجه الآخر)!!.
لا يعرف هؤلاء أيضًا أن الأخ الإخواني أردوغان يعتز بانتمائه السلجوقي ويتفضل علينا به، وهو يرى أن من حقه الطبيعي حكم المنطقة وتقرير مصائر شعوبها، وهذا هو جوهر موقفه المعادي لسوريا الذي قاده أخيرًا لشن غزو جديد ضد سوريا انطلاقًا من معبر (كسب) أملًا منه في الوصول إلى اللاذقية وضمها لإمبراطوريته الطفيلية.
أخيرًا حدثت الفضيحة الكبرى عندما كشف عما جرى في اجتماع بالغ السرية، وفي تسجيل بُثّ أمس عبر موقع «يوتيوب»، قال رئيس جهاز الاستخبارات التركية، حقان فيدان: «إننا لسنا في حاجة لأي حجج أو مبرّرات للتدخل العسكري في سوريا»، مضيفًا أنّه يستطيع أن يرسل «4 أشخاص يطلقون 8 صواريخ نحو الأراضي التركية، أو عناصر من الاستخبارات للقيام بعمل استفزازي ضد ضريح سليمان شاه)، ثم نقول إنّ «داعش» هي التي قامت بذلك، وبعدها يتدخل الجيش التركي.
من ناحيته أكد نائب رئيس الأركان ضرورة أن تكون القرارات وفق القانون الدولي، حتى لا تجد أنقرة نفسها في وضع صعب.. لكن داوود أوغلو وفيدان بقيا يبحثان في سيناريوهات التدخل، ولو من باب قتال داعش، واستخدام هذا التنظيم ذريعة للقول تارة إنه «القاعدة»، وطورًا إنه تابع للنظام السوري ونقل وزير الخارجية عن أردوغان قوله إن استهداف داعش لضريح سليمان شاه ربما يكون فرصة لتركيا.
كذلك تناول الحديث موضوع إقامة منطقة حظر جوي في الشمال السوري، إضافة إلى تدابير عسكرية واستخبارية أخرى ضد سوريا، حيث قيل إنّ واشنطن عرقلت ذلك.
لم تنكر الجهات الرسمية السلجوقية صحة التسجيلات لكنها أرغت وأزبدت واعتبرت الأمر عملا تجسسيا خطيرا واختراقا للأمن القومي التركي لا يمكن السكوت عنه، وأتبع ذلك حظر اليوتيوب في دولة (سلجوقيا العظمى) التي ما زال بعضنا يحبها ويقدسها بل يقسم بأغلظ الأيمان أن سقوطها نتج عن مؤامرة صهيونية لا تريد خيرًا بالإسلام والمسلمين!!
هكذا يضع لصوص الماشية والدجاج خططهم لسفك المزيد من الدماء واستعادة أمجادهم اللصوصية الضائعة!!.