رئيس التحرير
عصام كامل

قطر.. وقواها الناعمة


حان وقت إعادة النظر إلى دولة قطر، والتوقف عن وصفها بدولة صغيرة لا ترقى إلى حى واحد من أحياء القاهرة، إن هذه نظرة ضيقة لا تتناسب مع القوى الناعمة التي تصف بها قطر، إن لديها فائضًا هائلًا من السيولة تنفق منه على التآمر وعلى تنفيذ خطط معادية للعالم العربى، إن أموال قطر تنفق على تقسيم الدول العربية تنفيذًا للخطط المعادية ومن ورائها دول كبرى.


إن في هذه الدولة أكبر قاعدة عسكرية للولايات المتحدة في المنطقة، وبها مكاتب مخابرات دولية تساندها وتمدها بالمعلومات والخطط الخبيثة التي تصب في النهاية لصالح إسرائيل، إن هناك ثلاثة أجهزة مخابرات إسرائيلية في خدمة قطر ومعها مخابرات أوربية وأمريكية واستطاعت قطر بذلك تأليب الشيعة والسنة والتآمر على تقسيم دول عربية، وكان ذلك وراء موقف السعودية والإمارات والبحرين من قطر.

إن هذه الدولة الصغيرة أصبحت قادرة على تنفيذ مخطط معادٍ بدعم من تركيا وغيرها ونجحت في دعم الإرهاب الدولى داخل مصر وداخل دول خليجية أخرى، وكانت وراء التآمر على اليمن وإثارة القلاقل في جنوب السعودية وتدعم قطر شبكة دولية من العلاقات العامة وخبراء التآمر في العالم كله تحت قيادة الشيخة موزة التي نجحت في الحصول على كأس العالم عبر شبكة العلاقات العامة. ولابد أن نعترف بأن الشيخة موزة تتمتع بموهبة نادرة في هذا المجال.

ومن السذاجة أن نصف هذه الدولة الصغيرة بأنها مجرد قناة تليفزيونية وليست دولة غنية تملك قدرات لا يمكن تجاهلها، لقد نجح القطريون في التسلل إلى عدد من كبريات الصحف العالمية والترويج لأفكارها التآمرية، ولا يخلو فندق عالمى من قناة الجزيرة التي تخاطب العالم بلغته.

ويصبح من الواجب علينا أن نواجه هذه الدولة بعبارات إنشائية ووصفية تقلل من إمكانياتها الهائلة في المجال الإعلامي الذي يمتد إلى معظم دول العالم، إن عمليات التمويل التي تقوم بها هذه الدولة لدعم الإرهاب في مصر وليبيا واليمن ودول الخليج وراء ما تحقق من نجاح في هذا المجال، واستطاعت قطر أن تجند دبلوماسيين أفارقة لتهريب المال والسلاح إلى حيث تريد.

ومرة أخرى حان الوقت لمواجهة هذه الدولة بما يتناسب مع قوتها وقوة مَن وراءها ومن يدعمها، دون أن نكتفى بوصفها بالدويلة الإلكترونية الصغيرة التي لا ترقى إلى حى واحد من أحياء القاهرة الكبرى.
الجريدة الرسمية