رئيس التحرير
عصام كامل

اقتلعوا جذور الإرهاب


مثلما اختزلنا العدالة الاجتماعية بعد ٢٥ يناير في الحد الأدنى والحد الأعلي للأجور فإننا نختزل أيضا مواجهة الإرهاب والعنف بالجامعات في دخول قوات الشرطة إلى داخل هذه الجامعات، وهكذا نحن نتعامل مع دخول قوات الشرطة إلى الحرم الجامعي باعتبارها الحل السحري والتام للعنف الإخواني فيها.


وإذا كان الحد الأدنى والأعلي للأجور ضروريا لتحقيق العدالة الاجتماعية فإن دخول قوات الشرطة إلى ساحات الجامعات ضروري أيضا ولكنه وحده لا يكفي للتصدي للإرهاب والعنف فيها مثلما لا يكفي وحده الحد الأدنى والحد الأعلي للأجور لتحقيق العدالة الاجتماعية.. وربما ذلك يفسر تردد وزارة الداخلية وعدم حماسها لإدخال قوات الشرطة إلى ساحات الجامعات بشكل دائم.

نحن نحتاج لحزمة من القرارات والأفعال لمواجهة العنف في الجامعات تبدأ بمواجهة الفكر المتطرف ولا تنتهي إلا بالتخلص من الذين يحرضون على هذا العنف جهارا نهارا وبشكل فج وسافر سواء بين الطلبة والطالبات أو بين أساتذة الجامعة أو بين عمداء الطلبات وحتى رؤساء الجامعات ذاتهم.

لقد أعلنا أن جماعة الإخوان جماعة إرهابية ولذلك فإن كل من يروج لها ولشعارتها وأفكارها لا مكان له في جامعاتنا، ولا مكان أيضا لأية جمعيات أو تكوينات طلابية أو لأساتذة الجامعة يعزفون ألحان الإخوان.. هذا هو الحسم المطلوب، وهذه هي المواجهة الفكرية والسياسية أو غير الأمنية للإرهاب وليست المصالحة مع الإرهابيين ودعاة العنف التي يلح عليها للأسف بعض الجاهلين أو بعض المتواطئين.. نحن لن نقدر على مواجهة الإرهاب بنجاج إلا باقتلاع جذوره.

ويجب أن يقترن ذلك أيضا بأن تراجع الشرطة ما وقعت فيه من أخطاء مهنية وأن تسد ما لديها من ثغرات من خلال قاعدة بيانات ومعلومات كاملة عن منظمات الإرهاب التي نحاربها، مع العلم أن كل الحروب يسقط فيها ضحايا.
الجريدة الرسمية