رئيس التحرير
عصام كامل

يستحقون أكثر من هذا


لم أكن أتخيل أن يظل أصحاب القلوب السوداء على غشاوتهم وضلالهم وإفكهم وغيهم وظلمهم بعد كل ما تكشف من آلاعيب شيطانية أبطالها أعضاء الجماعة الإرهابية، قاموا باستهداف المصريين في أرواحهم وأرزاقهم وكأنهم يريدون أن يقولوا لا حياة ولا رزق بعد اليوم، وهم واهمون في هذا، سوف تستمر الحياة حتى النهاية.


لم أكن أتصور أن تبتسم الوجوه وتعلوا الضحكات وترتفع الدعوات بمزيد من الشهداء وتتبادل التهانى ابتهاجا بالحادث الإرهابي الذي وقع أمام جامعة القاهرة أمس، لم أكن أتخيل أن هناك مصريا واحدا يعتبر جهازى الجيش والشرطة أعداء وإذا بي أجد أعضاء الجماعة الإرهابية وأنصارهم يرددون في نفس واحد تسلم الأيادي اللى بتفجر الأعادي، ليس هذا فقط بل إنهم يصرون على مواصلة الإرهاب في العلن وأن الجيش والشرطة يستحقون أكثر من هذا، وهم محقون، هذه المرة الأولى التي يقولون فيها الحقيقة نحن نستحق أكثر من هذا لأننا تركنا هؤلاء القتلة تدب فيهم الحياة.

نستحق أكثر من هذا لأننا اعتقدنا أن هؤلاء القتلة،  سيعودون إلى رشدهم في أحد الأيام ويتوقفون عن أعمالهم الإرهابية، نستحق أكثر من هذا لأننا تصورنا أن أعضاء وأنصار هذه الجماعة الإرهابية سيختارون مصلحة الوطن على مكاسب الجماعة، نستحق أكثر من هذا لأننا تصورنا أن هذه الجماعة الضالة ستتخلص عن مبدأ نحن أو الفوضى، الشرطة تستحق أكثر من هذا لأنها تصورت أن أعضاء هذه الجماعة من الممكن أن تصلح معهم المراجعات، ومحاولة إقناعهم بضلال ما يفعلون، الجيش يستحق أكثر من هذا لأنه ما زال مصرا على عدم نفاذ صبره.

الشعب المصري كله يستحق أكثر من هذا لأنه انخدع في الدعاوى التي أطلقتها النخبة وأنه لا بد من المصالحة واستيعاب هؤلاء وعدم لفظهم، وأثبتت الأيام عدم صحة هذا التوجه، وأنه لم يعد يصلح مع هؤلاء القتلة الإرهابيين سوى التعامل معهم بقبضة من حديد، وعدم رفع شعار حقوق الإنسان أثناء التعامل مع هؤلاء، فهؤلاء لم يضعوا أي اعتبارات لحقوق الوطن فكيف نبحث عن حقوقهم.

تفجيرات جامعة القاهرة لن تكون الأخيرة، وسيواصل استهداف الوطن إذا ظللنا نفكر بطريقة أن هذه الجماعة من الممكن أن تعود عما تصر عليه، فهذه الجماعة عدو يجب معاملتها على هذا الوجه.
Essamrady77@yahoo.com
الجريدة الرسمية