رئيس التحرير
عصام كامل

راشد الغنوشي: «الإخوان» لم تحسن تقدير موازين القوى في 30 يونيو.. الجيش قضى على الديمقراطية وسياسة الإقصاء لا تؤدي إلى نتيجة.. تواصلنا مع «صباحي» لحل الأزمة وفشلنا.. والليبرالية الم


قال راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الإسلامية في تونس، إن جماعة الإخوان في مصر لم «تحسن تقدير موازين القوى في 30 يونيو»، مضيفا «في تونس إبان الصراع بين الحكم والمعارضة، تدخلت قوى مدنية لإدارة الحوار بين الطرفين، وانتهى الأمر إلى وفاق، أما في مصر، فالصراع بين السلطة والمعارضة أوجد طرفًا ثالثًا، من أجل حسم الأمور، لكنه أجهز على العملية برمّتها، وأقصد الجيش»، على حد قوله.


وأوضح «الغنوشي»، في حوار مع جريدة «العربي الجديد» التي يرأس تحريرها الكاتب الصحفي وائل قنديل، الأربعاء، أنه «ليس هناك بديل عن الحوار والمصالحة الوطنية، والليبيرالية المصرية، إن صحّ الحديث عن ليبيرالية مصرية، تقوم بعملية انتحار جماعي، فحزب مثل حزب الوفد الذي قضى قرنًا من حياته يدافع عن الحرية، يجد نفسه في ذيل الجيش، هذه فضيحة. وجزء من النخبة المصرية أصابنا بصدمة، فشخصيات كبرى، نجدها في الموقع الخاطئ يقفون ضد إرادة الشعب ويمنحون الشرعية للمذابح»، على حد زعمه.

وأشار إلى أن «مصر بلد كبير ولا بد أن يظهر عقلاء وحكماء، والسير في طريق مسدود لا يؤدي إلى شيء، وسيفهم الجيش أنه أخطأ خطأً شنيعًا، حين سار وراء طموحات جنونية في الإجهاز على الثورة المصرية، وتصور أن ذلك ممكن».

وأضاف: «في مصر حدثت ثورة واستعاد الشعب ثقته في نفسه، أما الخوف والرعب من الحاكم، فقد سقط من قلوب الناس، ولذلك لا يُمكن إعادة العفريت مرة أخرى إلى القمقم. تبقى مسألة وقت فقط، حتى يستعيد الشعب المصري ثورته، وستزداد القناعة يومًا بعد يوم، داخل وخارج الجيش بأن مصر لكل المصريين، وأن سياسة الإقصاء لا تؤدي إلى نتيجة. ويُعتبر الإخوان في مصر، عدوّا، في حين أن العدوّ الآن هي الحرية. الإخوان ليسوا حالة عابرة، فهم وُلدوا قبل أن يولد (المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي)، وسيبقون بعده. ومن العبث الإجهاز على حلم المصريين في التحرّر»، على حد تعبيره.

ولفت «الغنوشي»، إلى أن حركة النهضة حاولت قبل فترة التوسط بين جبهة «الإنقاذ»، الممثلة في حمدين صباحي، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، وبين جماعة الإخوان، لكن المحاولة فشلت.
الجريدة الرسمية