رئيس التحرير
عصام كامل

لا تنتظروا البرادعي


أظن، وليس كل الظن إثما، أن د. البرادعي لا يفكر في الترشح لانتخابات الرئاسة القادمة في مصر، ولذلك فإن دعوة الحركة التي تسمي نفسها بتمرد أو تحرر هي أشبه بالحرث في الماء.


ولعلمي لا أتجاوز إذا قلت أن د. البرادعي لم يفكر في يوم من الأيام منذ أن قرر الظهور على سطح العمل السياسي في مصر أن يصل إلى الحكم من خلال الانتخابات.. نعم هو سعي ولعب دورًا في إسقاط نظام حكم مبارك وهذا الدور يدركه كثيرون وكان ظاهرا للعيان يصعب تجاهله.. ولكن كان د. البرادعي يراهن على وصوله إلى السلطة من خلال ترتيبات ليس من بينها الانتخابات.

ففي فبراير ٢٠١١ طلب أوباما من مبارك أن يتنحي فورا ويترك الحكم ويسلمه إلى مجلس رئاسي يرأسه البرادعي ويكون نائبه الفريق عنان، لكن مبارك عندما تنحي سلم السلطة إلى المجلس الأعلي للقوات المسلحة.. لذلك ظل البرادعي وآخرون يضغطون لتسليم المجلس السلطة إلى مجلس رئاسي، وعندما أخفق في ذلك طالب بتشكيل حكومة إنقاذ وطني يكون لرئيسها صلاحيات رئيس الجمهورية وكان يأمل في إن يكون هو رئيس الحكومة.. وعندما حان وقت تغيير حكومة د. عصام شرف مارس الأمريكان ضغوطا من أجل تكليف البرادعي بتشكيل الحكومة الجديدة وتحمس الفريق عنان لذلك.. أما بعد ٣٠ يونيو فحينما اعترض السلفيون على أن يرأس البرادعي الحكومة الجديدة فقد قبل راضيا بمنصب نائب رئيس الجمهورية.

وهكذا لم تكن الانتخابات وسيلة البرادعي للوصول إلى السلطة.. ولذلك لا تنتظروا ترشحه للرئاسة خاصة في مواجهة عبدالفتاح السيسي وأيضا حمدين صباحي.
الجريدة الرسمية