رئيس التحرير
عصام كامل

المخرج حسن يوسف: التعقيدات الروتينية تعرقل مشاريع النهوض بالمسرح



  • لن أتنازل عن طموحي بتطوير مسرح الطفل 
  • تجربة المديرين النجوم فاشلة
  • ابتكرت فكرة أصدقاء للطفل ونفذتها للتواصل مع الجمهور
  • لدينا قناة على اليوتيوب لعروضنا وفعالياتنا المختلفة 
  • أسعى لإقامة المهرجان الدولى لمسرح الطفل رغم كل الصعوبات
  • أسعى لتقديم مخرج جديد سنويا للفرقة
  • نحن المسرح الوحيد الذي عمل أثناء حظر التجوال
  • لابد من تغيير نظرية أن عرض الطفل أقل شأنا من عرض الكبار

المخرج حسن يوسف مدير المسرح القومى للأطفال هو ابن هذا المسرح قبل أن يكون مديره، ومن قبلها مسرح مركز شباب الساحل ممثلا ومخرجا وله عدد كبير من المشاركات حصل منها على عدد كبير من الجوائز وعلى المستوى الإدارى شارك سواء كعضو مكتب فنى أو نائب مدير للمسرح القومى للأطفال، لذا فهو ابن هذا المسرح وعاصر عدة مديرين ولديه بعض الأطروحات والخطط التي يرى أنها قد تساعد على تطوير نشاطاته وتقديم الجديد. 

*كيف ترى فكرة انتخاب وتعيين مديري المسارح ومزايا وعيوب كل طريقة ؟

ميزة انتخابات مديري المسارح هي إفراز قيادات جديدة من نفس المسرح تعرف خباياه ومشاكله ولديها أفكار حول حلول تلك المشاكل وتطوير العمل بموقعها وعلى المستوى الشخصي خبراتى في الإدارة على مستوى المكتب الفنى وكنائب لمدير المسرح مع عدة مديرين اكسبني خبرة للتعامل وجعلنى أقف على حاجات أساسية أراها لتطوير العمل بالمسرح القومى للأطفال، وأرى خصوصية لمسرح الطفل الذي الذي له نوعية خاصة في كافة عناصره الفنية من كتابة وشعر وموسيقى وديكور وملابس، حتى على مستوى الفنيين المشاركين بالعروض، وبالنسبة لمسألة الاختيار من رؤساء الهيئة أراها طريقة جيدة أيضا خاصة وأن كل رئيس هيئة يريد أن يعمل مع من يتفقون مع سياسته ويساعدونه على تنفيذها ولكن يجب البحث أولا عمن بالمسرح فإن لم يجد الكفاءة اللازمة يمكن الاستعانة بزملاء أكفاء خارج الفرقة أو المسرح وإن كان المدير من خارج الموقع أو الفرقة يأخذ وقتا طويلا لمعرفة مشاكلها وطرق حلولها إضافة لاستئثار البعض فقط بالنصيحة وربما تكون بغير محلها أو مغرضة مما يعرض سياسته لاستهجان بقية عناصر الفرقة ويبتعد عن المنتج بمشاكل إدارية تعيق النشاط بالفعل وتؤثر بالنهاية على المنتج، وما يهمنى كمدير هو أن أوفر المناخ المناسب لتقديم عمل فنى جيد وجذاب من أول باب المسرح وحتى كرسي الجمهور ومن قبلهما خشبة المسرح والمواضيع المقدمة وحسن اختيار صناعها والتعامل مع الكافة فنانيين وإداريين، وليس المهم هنا هو دفتر الحضور والانصراف والروتين بل العمل الفعلى، ودور العاملين بالتسويق والدعاية خارج مقر العمل مهم جدا، وبالتالى كلما ساهموا في الدعاية للعرض وحضر جمهور غفير كانوا قد أدوا واجبهم أما حال التزامهم بالتواجد بالمسرح فلن يقوموا بمهام عملهم الأساسية وبالتالى لن يعود ذلك بفائدة وهنا لا يهم روتين الحضور والإنصراف بقدر ما يعرقل العمل، وأشدد هنا على أن المدير الفنان هو الأهم وتحتها عدة خطوط ويجب أن يكون مخرجا ناجحا أيضا ليستطيع قيادة مركب الإدارة، فالمخرج الناجح يستطيع التعامل مع إداريين وفنانيين من كافة النواحى ويخرج بعرضه لبر الأمان، أما المخرج الضعيف فلا يستطيع التعامل وبالتالى يفشل إداريا، أما تجربة المديرين النجوم فقد ثبت فشلها بين التزامات المدير وبين مهامه كنجم وانشغاله وعدم درايته الإدارية بشكل كاف.

*وماذا عن الجديد لديك لتطوير هذا المسرح ؟
لقد ابتكرت فكرة أصدقاء المسرح القومى للطفل ونفذتها للتواصل مع رواد المكان من الجمهور ومعرفة مذاقاتهم الفنية وما يعجبهم وما لا يعجبهم وكيفية تطوير المكان ليلائم حاجاتهم، ونتواصل معهم تليفونيا في كل المناسبات ونعلمهم بالعروض ومواعيدها إضافة للتواصل عبر الفيس بوك، وقناة على اليوتيوب لعروضنا وفعالياتنا المختلفة وبغرض الدعاية للعروض وأيضا التواصل مع المهرجانات الخارجية للتعاون حول تقديم عروضنا بالبلدان العربية والأجنبية وتوثيق أعمال المسرح وإتاحتها للباحثين.
أما ما أريده بالفعل وأسعى لتحقيقه رغم كل الصعوبات وهو المهرجان الدولى لمسرح الطفل وبدأنا مع دولة السودان الشقيق، وجمعنا بالفعل 16 دولة مشاركة بالمهرجان وأبلغنا الوزارة بتلك المحادثات والاتفاقات ووجود جمعية راعية بالسودان تتكفل بإقامة المهرجان، وتحدد موعد في أول مارس الماضى إلا أن الوزارة طلبت المخاطبة عن طريق الوزير المختص بالسودان للنظر بالأمر ومع الظروف السياسية الحالية والتغييرات المتسارعة الوزارية نجد صعوبة كبيرة في تنفيذ المقترح، وتم ترشيح عرض قصاقيص للسفر بالفعل وهو من تأليف كامل الكيلانى ومن إخراج المخرج الراحل سيد عبد الرحمن وقد تم اختيار العرض لوجود فرقة شعبية رائعة واستخدام مفردات جاذبة كخيال الظل والعرائس وهو عرض مشوق سافرنا به من قبل للكويت والمغرب ولاقى نجاحا كبيرا هناك.

*طالما هناك معوقات لماذا لا تكون هناك مشاركة أو تعاون بينكم وبين المهرجان الدولى لمسرح الطفل المقام بالمنيا ؟
لقد سعينا بالفعل عبر البيت الفنى للمسرح للتواصل مع منظمي المهرجان ولكن قابلت المنظمين مرة واحدة، وكانت لدينا مشكلة في انتقال عروضنا للصعيد ولكن لم يحدث تواصل آخر ولا أعرف لماذا وأتمنى أن تتم دعوتنا وتسهيل سفر عروض المسرح القومى للطفل للمشاركة بالمهرجان.

*وهل تقتصر أنشطة المسرح القومى للطفل على عروض العلبة أم أن هناك أفكارا أخرى للتواصل مع الجمهور ؟
من الأفكار التي أردت تنفيذها عروض متنقلة تقدم بأي مكان، مكتبة أو حديقة والمدارس واسميها عروض الحقيبة لسهولة التنقل وتم الاتفاق مع محافظ القاهرة على إتاحة الحدائق العامة للعروض الخاصة بنا، وتم تجهيز عرض باسم فتفوتة تأليف د. سامية حبيب ومن إخراج ريهام عبد الحميد وهو أول عمل إخراجي لها بالفرقة.

*هناك تساؤل حول اختياراتك للمخرجين بالفرقة، فالفنان سيد جبر رغم كونه عضوا وممثلا بالفرقة إلا أنها أول تجربة إخراجية له كذلك ريهام عبد الحميد فلماذا تدفع بمخرجين لأول مرة ؟
بداية سوف أحاول تقديم مخرج جديد سنويا للفرقة وهذا الموسم كانت الصدفة أن نقدم مخرجين بسبب مشروع عروض الحقيبة الذي أحتاج لتجربة مخرج جديد وكانت ريهام ممن رأيت بهم موهبة إخراجية إضافة لخبراتها كمساعد مخرج في عدد من العروض، أي تستطيع تنفيذ رؤيتها وتعرف مشاكل التنفيذ جيدا، فقررت الدفع بها بهذا المشروع خاصة وأن العمل قصير ولا يحتاج لممثلين كثيرين وتستطيع اكتساب خبرة وتقديم قدراتها بتلك النوعية من العروض وسوف تكون عند حسن الظن بها، أما مشروع "كوكب سيكا" فقد قدم منذ عامين للمسرح وأنا معجب بالمشروع بالفعل ووجدت الفنان سيد جبر دارسا جيدا لمشروعه إضافة لنص جيد وهو ما شجعنى على إنتاجه وها هو الجمهور خير دليل على نجاح التجربة وأنني لم أراهن بالخطأ.

*وماذا عما يقدمه المسرح الآن وهل هو ما أردته بخطتك أم هناك معوقات؟
أتمنى الآن وأركز بأن تكون العروض تخص الأسرة بشكل عام لأن الأسرة تأتى مع أطفالها فإن لم تجد ما يعجبها أيضا لن تأى بالطفل مرة أخرى إضافة لحاجتى لوجود الأب والأم بجانب الطفل لتفسير معلومة أو توضيح شيء فيما بعد وهو ما أركز عليه كمدير في نوعية العروض المقدمة.
أما المعوقات ففترة إدارتي نحو ستة أشهر بين حظر تجول وأحداث سياسية عنيفة ومظاهرات ورغم ذلك كنا المسرح الوحيد الذي يعمل أثناء حظر التجوال من السادسة للثامنة والنصف وكان فقط يوم الجمعة هو اليوم الذي يضيع منا بسبب التظاهرات، وأتمنى أن تكون هناك دعاية جيدة لمكان المسرح، فالكثيرون لا يعرفونه أتمنى أن يزوره المسئولون الكبار للتعريف به كما يزورون أماكن أخرى ومسارح أخرى، أتمنى أن أجد لافتة بالمترو في العتبة تدل على وجود مسرح باسم القومى للطفل بمتروبول، وهي أشياء لن تكلف الكثير ومن ضمن موافقتى على تقديم عرض محمد رمضان الأخير على مسرحي هو جذب نوعية جديدة من الجمهور تتعرف على مكان المسرح ووضعت لهم برنامج المسرح وعروضه القادمة ليأتوا لمشاهدة العروض.

*هل الدعم المخصص لمسرح الطفل كاف لتقديم خطتك الإنتاجية أم تأثر بما يحدث ؟
لابد من تغيير نظرية أن عرض الطفل أقل شأنا من عرض الكبار، بل على العكس أنا أحتاج لما هو أكثر من حيل ودعاية وديكورات لتحقيق إبهار للطفل من أول اللافتة على المسرح قبل أن يدخل وأجهزة متطورة للصوت والإضاءة وأجهزة سحاب وخدع وموفينج موجودة بكل المسارح، واحتاجها هنا أكثر وماكينات دخان وكل ما يمكن توفيره لصناعة الخيال على الخشبة، شكل الدعاية نفسه يجب تغييره وحينما حاولت أن أفعل ذلك فوجئت بتعقيدات روتينية كثيرة أحبطت جزءا من هذا المشروع ولكنى سوف أواصل المحاولة، ويجب أن نتخلى عن التعامل مع الطفل على أنه ساذج ويقبل بالقليل بالعكس هو طفل الإنترنت والتقنية ولن يرضى بسهولة ولديه وسائل كثيرة تجذبه لذا علينا عمل كل ما نستطيع لإبهاره دون أن نتذاكى عليه أو نعامله بسذاجة، ويجب أخيرا أن نضع نصب أعيننا أن تلك المرة التي يأتى بها المشاهد ربما تكون الأولى والأخيرة إذا لم نقدم له ما يستدعى زيارته مرة أخرى، والطفل هنا هو أمل المستقبل أن كنا نسعى بحق لتنمية وعيه دون توجيه ودون سطحية وهو ما نركز به في اختيار النصوص والمشاريع.

*وماذا عن عروض الباراشوت وهو ما اصطلح إطلاقه على نصوص ومشاريع تأتى من كبار المسئولين أو الصحفيين وتكون خارج خطة المسرح؟
هناك بعض النصوص لم أكمل قراءتها لضعفها ولأنها تتعامل مع الطفل بسذاجة وتقوم بتوجيهه وربما يحدث هذا العكس بالطفل لا يقبل الأمر المباشر والتوجيه المباشر، لذا لم أمرر تلك المشاريع أو النصوص وأحاول إرضاء ضميري بغض النظر عن بقائي بالمنصب أم لا، ولن أتنازل عن طموحي بتطوير ذلك المسرح حسبما أعتقد أنه الأفضل.

*ماذا ترى بالنهاية أنك نجحت به هذا الموسم إضافة لما تحدثت عنه ؟
تشغيل كافة الفنانين بجميع الأعمال المقدمة بالمسرح ماعدا الذين اعتذروا لنا بأنفسهم لظروف تخصهم، وحافظت على وجود ورشة الأطفال التي تقدم يومين بالأسبوع سبت وثلاثاء بالمسرح خلال الإجازات ويوم السبت خلال الدراسة وهي تخص اكتشاف المواهب بالرسم والتمثيل والغناء والكتابة ويمكن لأي طفل الاشتراك بها، فقط على ولى أمره ملء استمارة مشاركة أو عضوية وللكافة الحق بالتدريبات والمشاركة بالعروض المسرحية التي نحتاج بها لأطفال إضافة للمشاركة بالاحتفالات التي نقدمها ونشارك بها مثل بدر البدور وشمس المحروسة.
الجريدة الرسمية