رئيس التحرير
عصام كامل

صعلوك بين الملوك


الآن حصحص الحق ولبى المشير عبدالفتاح السيسي نداء ورغبة ملايين المصريين، وأعلن رسميا ترشحه للرئاسة، ترك البطل المغوار طواعية منصبه المرموق وكان بمقدوره أن يظل في موقعه ويحتفظ بقوته وسطوته دون أن يزحزحه أحد من مكانه، ويظل سيفا على رقبة الرئيس المقبل إن لم يحكم بالعدل وينفذ وعوده الانتخابية.. وكما استجاب السيسي لمطالب الشعب المصري، علينا بالمقابل رد الجميل بأفضل منه. علينا المشاركة في الاقتراع بكثافة والتصويت لصالح السيسي، لأنه عرض نفسه للهلاك عندما انحاز إلى الشعب، وخلصنا من "عصابة" باعت مصر وشعبها وخيرها وأرضها لتنظيم دولي ماسوني.


انتخاب السيسي واجب، لأنه قائد شجاع وسياسي محنك، يعمل كثيرا ويتكلم قليلا، قادر على مناورة ومواجهة العالم، ولا يخشى في الحق لومة لائم، كما يستند إلى تاريخ ناصع البياض وإنجازات واضحة جلية في جميع المناصب التي شغلها عن جدارة واستحقاق.

هزني خطاب نابع من القلب، أعلن فيه المشير السيسي عزمه الترشح لانتخابات الرئاسة. إذ تناول بشفافية الوضع الاقتصادي الصعب، ورفض أن تستمر معيشتنا على إعانات ومساعدات. كلمة السيسي لمست القلوب وأثارت غيرة الوطنيين من أصحاب الكرامة. كما توقف السيسي بذكاء عند العبث الإعلامي وممارسات "القبيضة" وعملاء الخارج، ولم يفته تحذير أقطاب المؤامرة ممن يتدخلون في الشأن المصري.

السيسي قائد "ملهم" وفخر لكل المصريين، ومثلما أسر القلوب بما يتمتع به من "كاريزما" وهالة "الملوك"، عاد ليذهلنا عندما دشن حملته الانتخابية مستقلا "دراجة" شغلت مواقع التواصل الاجتماعي بين معجب ومؤيد من ناحية وحاقد وكاره من ناحية أخرى.. لكن فات الجميع النظر إلى دلالات استخدام "الدراجة" الهوائية، ومن بينها بساطة التلاحم مع الشعب، وأن التقشف بات ضرورة حتى نعبر الفترة الصعبة، ومع الدراجة وجه السيسي رسالة إلى من يريدون اغتياله، بأنه موجود في الشارع ولا يخشى إلا الله، وأن الأمان في ظل الشعب.. أن السيسي أفضل من يترأس مصر في ظل المؤامرة الكونية عليها.

تمنيت في المقابل، أن يعلي الجميع المصلحة الوطنية ويدعمون السيسي لقيادة مصر، لكن ها نحن نرى "صعلوكا" هنا و"كومبارس" هناك يتطلعون إلى السلطة، والحقيقة إن مثل هذه النماذج تحط من قيمة رئاسة مصر، فمن هذا الذي يطلق على نفسه خبيرا، وآخر موظفا متقاعدا اقترب من الثمانين، وحتى حمدين صباحي ماذا لديه سوى "الخطابة"، وأين تاريخه والمناصب التي تقلدها وعلاقاته الدولية حتى يواجه السيسي؟.. لم نسمع من حمدين حتى الآن سوى الهجوم على السيسي، دون أن يكشف عن برنامجه الانتخابي وخططه لحل أزمات مصر.

إن رئاسة دولة بحجم وقيمة مصر ليست مجرد خطب رنانة وكلاما معسولا لمغازلة الناخبين.. وشخصيا لم أعرف صباحي إلا من مشهد واحد في فيلم مع نبيلة عبيد، ثم من البرامج التليفزيونية التي بات ضيفا دائما عليها. وتكتمل مأساة حمدين بإعلان "الإخوان" دعمهم له وهذا التأييد كفيل بخسارته أصوات الناخبين الوطنيين اللهم إلا المنتمين إلى الجماعات المحظورة.

وتكتمل "مهزلة" نماذج ونوعية المرشحين للرئاسة، بظهور أصوات نشاز تدعو البرادعي إلى الترشح، لكن هل نسى هؤلاء أن البرادعي جاء إلى مصر وحمل معه الخراب والدمار بحجة التغيير وهو من فريق منظمة جورج سورس الصهيوني ممول الثورات والفوضى في العالم، والمحرك الرئيسي لسياسة أوباما التدميرية الحقيرة.. من يجرؤ على إعادة البرادعي إلى مصر، بعد أن اختير نائبا لرئيس الجمهورية ثم خان مصر وتخلى عنها في وقت عصيب وأشعل الغضب الدولي عليها؟!

والغريب في أمر المرشحين، أن الفريق سامي عنان، أعلن عدم ترشحه للرئاسة حفاظا على وحدة الجيش وإعلاء لمصلحة مصر، لكن ترددت أقاويل عن نيته الترشح تحت ذريعة تعيين صهر السيسي رئيسا للأركان، وعنان يعلم أكثر من غيره أن الاختيار يتم بالتصويت وإجماع المجلس.. لكن يبقى أن الساحة مفتوحة ولن يفلح أي صعلوك في مواجهة الملوك؟.
الجريدة الرسمية