رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي بين أماني الأفاقين وحقوق المحرومين


قد نتفق جميعا على قيمة المشير السيسي في إنقاذ مصر من براثن التنظيم الإخواني السلفي الذي قد تطور سلبا حتى تحول لطائفة بالمعنى العام للكلمة، فللإخوان فكر خاص منحرف عن الدين والشريعة حتى إن شركاءهم في الانتهازية الدينية والمتاجرة بالدين، الدعوة السلفية أو التنظيمات المتسلفة تصمهم دوما بالانحراف العقائدي... ومع ذلك كانوا أول حلفائهم في هدم الدولة المصرية وتغيير هوية الأمة المصرية... كان وما زال تحالف مصالح بين تاجرين من تجار الدين رغم اختلاف المنهج ولكن المبدأ واحد تقريبا، لا تعبأ كثيرا بحزب النور السلفى وأقطابه فهم لا يمثلون إلا أنفسهم تقريبا من هذا التيار.


اكتسب السيسي قيمته الوطنية إذن من رفض غالبية المصريين للفاشية المتأسلمة وليست الدينية أو الإسلامية، فهم أبعد ما يكونوا عن الإسلام خاصة والدين عامة.. لكن ماذا حدث، لم يكتف المشير السيسي بمكانته كرمز مصرى ومحرر للدولة المصرية في نسختها الثالثة في ستين عاما بعد دولة ناصر ثم السادات ومبارك، أبى الرجل إلا أن يصبح رأس الدولة وليس فقط رمزها، فخسر كثيرا ممن اعتبره مُخلصًا ورمزا، أراد الرجل أعلى منصب رسمى في الدولة بعدما حصل على أسمى مكانة لدى قلوب الكثيرين.. لا ضير فليتحمل تبعات اختياراته.. لماذا؟.

أولا المشير رضخ لكثير من عشاق دولة مبارك الذين هوت بهم الدولة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وألقوا بالرجل نفسه في هوة سحيقة بعدما كان محافظا على كرسى عرشه بأمان تام حتى نهاية عام 2002، بالتحديد مع تولى عاطف عبيد وزارة الخراب والخيانة التي أضاعت نصف ثروة البلاد في ليلة !!! كيف ذلك ؟

قام عاطف عبيد بتعويم الجنيه مقابل الدولار فارتفع سعر الدولار للضعف من 350 قرشا إلى سبع جنيهات كاملة خدمة لأصحاب الدولرة، سياسة المضاربة بالدولار وكان بالطبع على رأسهم نجل الرئيس الأكبر، بدأ مسلسل التدهور المصرى وتحولت مصر إلى شركة عقارات كبرى يديرها لص أحمق يبيع أراضى الغير وبثمن بخس، ناهيك عن إفشال شركات القطاع العام وبيعها للأجانب بقروش قليلة.

جرائم خيانة عظمى لم يُحاكم عليها بعد عاطف عبيد وشلته، المصيبه أن من ألح على ترشح الرجل بعدما كان مترددا هم هؤلاء اللصوص الذين استفادوا من نهيبة عاطف عبيد... تأمل أصحاب الفضائيات الخاصة الذين زينوا للرجل كرسى مصر، تجد أغلبهم هم لصوص أراضي الدولة الذين بنوا عليها منتجعات سياحية واستثمارية بعدما أخذوها بملاليم تحت مسمى الاستصلاح الزراعي!

يظن هؤلاء أن المشير سيكون مبارك الثانى وتحت مسمى الاستثمار ودوران العجلة وتلك المصطلحات القميئة سيرضخ لبطشهم بالعمال في مصانعهم وسيترك لهم حرية بيع كل شيء مادام الرجل ترشح تحت ضغطهم الإعلامي!

ستقول لى إن الشعب هو من دفعه للترشح أو قل للرئاسة قولا واحدا، أقول لك نعم الكثيرون يباركون ترشحه ولكن... هل كان المشير يمشى في الشوارع والأزقة والحارات يسمع استغاثة الناس به !

أتمنى أن يخذل ويتجاهل هؤلاء الأفاقين تجار الاوطان وأن يحجمهم قبل ترأسه إن نجح من خلال برنامج منحاز للشعب صاحب البلد المحروم من خيراتها.
fotuheng@gmail.com
الجريدة الرسمية