رئيس التحرير
عصام كامل

شباب الإخوان يتذكرون "حسن البنا": قيادات الجماعة أضاعت الأمانة..عودة:المؤسس وظف طاقات الشباب..صلاح:الجماعة انحرفت عما أراده "الإمام الشهيد"

شباب الإخوان يتذكرون
شباب الإخوان يتذكرون "حسن البنا"

أربعة وستون عاماً مضت على لحظة اغتيال "حسن البنا" مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، لم تستطع هذه السنوات أن تمحو صورة «النموذج القدوة» التى رسمها شباب الجماعة لإمامهم، يختلفون مع قياداتهم لدرجة الانشقاق أو الفصل ويتنابزون مع شيوخهم المعاصرين، لكنه وحده يبقى، "البنا" هو نقطة الاتفاق بين جميع من مر على أعتاب الجماعة.. حيث يرى أحمد على، أحد الشباب المفصولين عن الجماعة، أن أحوال الجماعة الآن فى تدهور مستمر وذلك لافتقادها الحوار الذى يعد العصب الأساسى الذى سارت عليه أثناء وجود الإمام حسن البنا، حيث كان يهتم بالعمل السياسى لكنه لم يكن المحور الأساسى للجماعة، بل كان جزءا من سياسات الجماعة فقط، وكان الاهتمام الموسع بنشر الدعوة الإسلامية فى أوساط جديدة، وتعليم الناس كيفية ممارسة شئون دينهم ثم يأتى المحور التنظيمى بعد ذلك، والجماعة الآن حادت عن مبدئها الأساسى وانحرفت عنه كثيرا وانشغلت عن رسالة الإمام، التى ائتمنهم عليها وهى فكرة أستاذية العالم التى كان ينادى بها.


ويتفق معه فى الرأى فكرى نبيل، الذى بدأ كلامه بأنه على وشك الفصل من الجماعة مؤكدا أن أحوال الجماعة أثناء وجود الإمام على الرغم من اختلاف الظروف والمعطيات السياسية، كانت أفضل، لأن الإمام رحمه الله، كان يسمع الشباب ويعطيهم الفرصة للتحدث وإبداء آرائهم، وكانت قدرة الجماعة على التطوير والتحرك ومواكبة الأفكار أقوى بكثير فى ظل وجود الإمام رحمه الله، وللأسف نحن الآن مفتقدون لشخصية الإمام داخل الجماعة، خاصة القيادات التى تتعنت معنا كثيرا.

فيما يوضح بهاء عودة، عضو أمانة حزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للجماعة، أن شباب الإخوان يرون حسن البنا أفضل من وظف طاقات الشباب، فالمواقف العملية للبنا تؤكد اعتماده بشكل أساسى على الشباب، فعلى سبيل المثال، كان العمود الأساسى للذين اختارهم "البنا" للجهاد فى فلسطين كانوا من الشباب، وقضية فلسطين كان يراها البنا قضية الإسلام والمسلمين الأولى، والبنا كان يعتمد فى البداية على فرقة الجوالة، وهى مجموعة من الشباب شكّل منهم فيما بعد التنظيم الخاص الذى قاوم به الإنجليز فى القناة، ولو كان البنا موجودا حاليا لشهدنا أدوارا قيادية للشباب ولكان لشباب الجماعة شأن آخر.

ويؤكد عودة أن شباب الجماعة سيكون لهم شأن خاص خلال الأيام القادمة، وقال إن دخول شباب الجماعة إلى مكتب الإرشاد كأعضاء سيكون أمراً حتمياً، لأن قيادة الجماعة قبل ثورة 25 يناير كانت تتحجج بالخوف على المرأة والشباب من الاعتقالات والاضطهاد والتنكيل بهم، ولكن هذا الأمر قد اختلف الآن، ويؤكد محمود صلاح أحد المنشقين عن جماعة الإخوان، أنه من أكبر الأخطاء التى يقع فيها بعض الشباب وضع هالات من القداسة حول بعض رموز الجماعة، وعلى رأسهم «حسن البنا» الذى فرض على الجماعة فى فترة من الفترات مبدأ السمع والطاعة، وهذا كان فى فترة الحرب ضد الاستعمار، حيث كان يحاول القضاء عليه، ومن معه كانوا يجاهدون فى سبيل الله.. ففى هذا الظرف التاريخى كان يجب أن يكون هناك ولاء وسمع وطاعة، أما فيما بعد والظروف الحالية، فالمرشد لا سمع له ولا طاعة إلا فيما يقنعنى به.

ويضيف محمود صلاح أن الجماعة الآن أصبحت لا تهتم بشئون الدعوة التى كان يقصدها الإمام حسن البنا، واتجهت إلى العمل بالسياسة، كما أنها قامت بعملية خلط بين الدين والسياسة، واستخدمت شعارات دينية لتحقيق مكاسب سياسية، فى حين أن الإمام كان يرفض تماما، فكرة الأحزاب السياسية، ولقد كانت أسباب خروجى من الجماعة التكالب الشديد على السياسة، خاصة بعد انتخابات 2005، ولذلك خرجت منها عام 2007 لأننى اقتنعت تماما أن العمل الدعوى أصبح بعيداً تماماً عن مخطط الإخوان.

التكالب على السياسة أهدر حقوق الدعوة !..
لا طاعة للمرشد إلا بعد الإقناع !..
الجريدة الرسمية