رئيس التحرير
عصام كامل

الدقهلية تتشح بالسواد حدادا على صياديها..تشييع جثامين 6 من صيادي "الحبيبة مكة"..الكشف المبدئي:الضحايا استنشقوا غازا ساما من ثلاجة الأسماك ..والد أحد الضحايا:ابني كان رايح يبحث عن 10 جنيهات لبيته


شيع الآلاف من أهالي وصيادي مدينة المطرية بمحافظة الدقهلية والمحافظات المجاورة جنازة الصيادين الستة الذين لقوا مصرعهم في مياه البحر الأحمر الجمعة الماضية جراء استنشاقهم غازا ساما من ثلاجة الأسماك، على متن المركب "الحبيبة مكة" في مشهد جنائزي مهيب من ساحة العقبين بمدينة المطرية.


وشهدت الجنازة تواجدا أمنيا مكثفا لتأمين الجنازة وحضر عدد من نقباء الصيادين بالمحافظات الجنازة، وانهار بعض أهالي الضحايا أثناء تشييع ضحاياهم.

رصدت "فيتو" لحظات نقل جثامين صيادى "الحبيبة مكة" من 3 مساجد بالمطرية وهي "النور والتوحيد والعقبين"؛ لتجمعها بساحة العقبين.

يذكر أنه تم تشييع جثامين كل من عبده عبده علوش رئيس المركب، إبراهيم محمد الشامي وشهرته خلو، على السويركي، مصطفى السادات عاشور وشهرته صاصا، وحمادة أحمد حوالة، العربي الشوا وسط هتافات: "لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله".

بينما فجر والد "العربي الشوا" أحد ضحايا الحادث مفاجأة، قائلا إن جثامين الصيادين الستة لم تخضع للتشريح كما قيل، بل صدرت لهم أوامر بالدفن بناء على كشف مبدئي، وإن كل ما قيل بأنهم توفوا نتيجة استنشاق غاز نشادر صادر من ثلاجة الأسماك الله أعلم به.

وأضاف: عذبونا من أجل إنهاء إجراءات استلام الجثامين بدلا من أن يقوموا بنقلهم بطائرة، بالإضافة لاحتجازهم 18 صيادًا آخر من الناجين ورفضوا أن يطلقوا سراحهم، موضحا أن أصحاب المراكب لم يهتموا بالصيادين وكل ما يهمهم عودة المركب، قائلا: حسبى الله ونعم الوكيل ابنى كان رايح يبحث عن 10 جنيهات لبيته.

فيما احتجزت السلطات المصرية بميناء برانيس بالبحر الأحمر 18 صيادًا من أبناء مدينة المطرية والناجين من الحادث، ورفضوا السماح لهم بالمغادرة والعودة إلى المطرية لخضوعهم للتحقيقات في مصرع 6 صيادين من زملائهم.

وناشد الأهالي السلطات المصرية بالإفراج عنهم نظرًا لحالتهم الصحية المتأخرة وحاجتهم للعلاج. وقالت والدة أحد المحتجزين إن نجلها البالغ من العمر 19 عامًا محتجز مع الصيادين، وقال لها إنهم جميعًا حالتهم الصحية متأخرة ومنهم من يتقيأ دما، ويحتاج للعلاج وتم سحب بطاقاتهم الشخصية ورفضوا السماح لهم بالسفر.

وطالبت بالإفراج عنهم حتى يتم إنقاذ حياتهم بدلًا من أن يلقوا مصرعهم مثلما لقي الـ6 مصرعهم، مؤكدة أنهم لا يعرفون حتى الآن سبب احتجازهم.

وتجمهر المئات من صيادى بحيرة المنزلة بمحافظة الدقهلية، على مقابر الضحايا، وذلك عقب تشييع الجثامين، مطالبين بصرف حقوق زملائهم وتعويضات ومعاشات لأسرهم نظرا لضيق حالتهم المادية ووفاة عائل هذه الأسر، محملين الدولة دماء هؤلاء الشهداء، مع المطالبة بتحويل هيئة الثروة السمكية إلى وزارة حتى تتم محاسبة المسئولين.

وأكد الصيادون أن المتوفين دفعهم ضيق الرزق داخل بحيرة المنزلة من كثرة التعديات وانتشار البلطجية للسفر إلى البحر الأحمر والمحافظات والدول الأخرى بحثا عن الرزق، مطالبين بإزالة التعديات وتطهيرها.

واستنكروا عدم حضور أي من المسئولين بالدولة للجنازة وتقديم واجب العزاء في وفاة الصيادين، وهدد الصيادون بالتصعيد حال عدم الاستجابة لمطالبهم وصرف حقوق زملائهم الذين استشهدوا داخل البحر الأحمر.

الجريدة الرسمية