التفاصيل الكاملة لمستقبل المفاوضات بين فلسطين وإسرائيل.. خطة لمد الأجل لنهاية العام.. الإفراج عن الجاسوس "بولارد" مقابل 400 أسير.. وتعهد "أبو مازن" بعدم اللجوء إلى الأمم المتحدة مقابل تجميد المستوطنات
نقلت الإذاعة العامة الإسرائيلية تصريحات "يائير شامير" عضو الكنيست عن حزب "إسرائيل بيتنا" قوله: "إن الصفقة المحتملة لإطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلى جوناثان بولارد القابع منذ سنوات في السجون الأمريكية مقابل تمديد فترة المفاوضات مع الفلسطينيين رشوة وابتزاز عاطفى".
وتساءل: "شامير" لماذ تدفع إسرائيل ثمن من أجل المفاوضات، وشدد على أن قضية بولارد هي قضية منفصلة وغير ذات صلة بأرض الوطن وإطلاق سراح القتلة –على حد تعبيره– وأعلن خلال تصريحاته أنه سيصوت بالرفض في حال اتخاذ الحكومة الإسرائيلية هذا القرار بشكل نهائى.
وكان وزير الخارجية الأمريكى "جون كيري" التقى أمس رئيس الوزراء "بنيامين نتنياهو" بالقدس في لقاء استمر ثلاث ساعات، عرضت خلاله صفقة ظهر منها أن إسرائيل ستطلق صراح مئات الأسرى الفلسطينيين وتعلن موافقتها لتجميد البناء في المستوطنات.
وناقش الطرفان إمكانية إبرام صفقة يلتزم الفلسطينيون بموجبها بتمديد المفاوضات حتى نهاية 2014، ويمتنعون من اللجوء إلى خطوات أحادية الجانب في الأمم المتحدة، وبالمقابل تقوم إسرائيل في المرحلة الأولى بالإفراج عن الدفعة الرابعة من 104 أسيرا فلسطينيا، من بينهم مروان البرغوثي.
وبحسب الإذاعة فإن نتنياهو أطلع عدد من وزراء حكومته على نتائج المباحثات التي أجراها مع وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال اللقاءين الماضيين.
وذكرت "هاآرتس" أن الصفقة قد تضمن تحرير الجاسوس الإسرائيلي جوناثان بولارد مقابل تمديد المفاوضات لعدة أشهر، وستفرج إسرائيل بموجب الصفقة عن 400 أسير ذوي أحكام خفيفة تختارهم هي في إطار ما تسميه "بادرة حسن نية"، لكن السلطة الفلسطينية تطالب بأن تكون شريكة في اختيار قائمة الأسرى بحيث تشمل قيادات سياسية، والأسرى المرضى والأطفال والنساء.
أما بالنسبة لتجميد البناء الاستيطاني الحكومي فهو خطوة رمزية لأن معظم عمليات البناء الاستيطانية تقام إما بمبادرات فردية أو على يد جمعيات استيطانية، والأمر الأكثر خطورة بالنسبة للفلسطينيين هو استثناء القدس من القرار ويعني ذلك إخراجها من دائرة التفاوض.
وتتضمن الصفقة أيضا الموافقة على لم شمل 500 عائلة فلسطينية، يحرمهم قانون المواطنة العنصري من جمع شمل العائلة والإقامة في بلدات الأزواج في المدن والقرى العربية داخل الخط الأخضر.
ومن جهة أخرى وجه مستشار الأمن القومي السابق لرئيس الوزراء "يعقوب عميدرور" انتقادًا حادًا لمواقف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو من المفاوضات مع الفلسطينيين، قائلًا: "إن التنازلات التي قدمها نتنياهو غير مسبوقة، ولم يفكر فيها حتى رئيس الوزراء الأسبق الراحل إسحاق رابين".
وأشار عميدرور إلى استعداد نتنياهو الضمني إلى التخلي، عن أجزاء من غور الأردن واكتفائه بوجود عسكري إسرائيلي على امتداد نهر الأردن بالإضافة إلى حديث نتنياهو عن تعويض الفلسطينيين عن أي أراضٍ تقع خارج حدود عام 67، ويتم ضمها إلى "إسرائيل".
وبدورها قالت وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني المكلفة بإجراء المفاوضات مع الجانب الفلسطيني انها تعمل جاهدة في الوقت الراهن من أجل إنقاذ عملية السلام والتوصل إلى اتفاقية سلام تستند إلى مبدأ الدولتين للشعبين، مضيفة في تصريحات نقلتها الإذاعة العامة الإسرائيلية أنه يجب إقامة دولة أخرى إلى جانب دولة إسرائيل التي ستظل دولة ديموقراطية ويهودية.
يشار إلى أنه كان من المتوقع أن يلتقي كيري، رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، صباح اليوم في "رام الله" إلا أنه قرر تأجيل اللقاء متجها إلى بروكسل.