رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي.. بين حديث "النفاق" وأحاديث التفاهة!


يشكو الكثيرون من البذاءة الطافحة على المواقع الإلكترونية كظاهرة سيئة وسلبية للغاية على شبكات التواصل الاجتماعي حتى أن بعض - بعض - المشتركين والنشطاء لا يكتب جملة أو عبارة على صفحته أو حسابه إلا بالسباب والشتائم..وكلها ببذاءة متناهية وبشكل غريب على السلوك الغالب على المصريين..وكل هؤلاء المندهشون المستاءون لا يعرفون ولا يدركون أن الأمر مقصود..وأن جزءا من تدريبات الخارج لبعض المجموعات جزء منها كان عن إرهاب الخصوم وترويعهم وتشكيكهم فيما يؤمنون به وإجبارهم على الابتعاد أو التوقف عن التعبير عنه وترديده.


كثيرون لم يسافروا للخارج ولم يتمولوا ولم يتدربوا ونحتسبهم في الأصل على القوى الشريفة إلا أنهم تأثروا - بحكم الاحتكاك - بذات المنهج وتأثروا بأصحابه ونقلوه كما هو ومن هنا انتشرت قصة " منافقي " السيسي ومعها "عبيد" البيادة.. والتي كما رأينا لم تتوقف عند الإخوان ومنتدياتهم ومنابرهم إنما امتدت لغيرهم..وهنا نتوقف لنقول:

دوافع النفاق - يا سادة - لا تتوفر في حالة علاقة الناس مع السيسي.. فالأغلبية الكاسحة التي تؤيد الرجل لا يعرفهم ولا يعرفونه..لم يلتقهم ولم يلتقوه..لا يعملون في مهام أو أعمال يملك لهم السيسي نفعا ولا ضرا..وإن امتلك - إن امتلك - من مصيرهم شيئا فلا يقدر بأي قوة أن يجامل الكل أو أن يرقى الكل أو أن يوفر عملا للكل..وإن تزاحم على الاقتراب منه فاسد أو منافق حقيقي فلا شأن للسيسي بذلك..ولا شأن للأغلبية الأخرى الشريفة بهم.. 

ولا يصح الاحتجاج بأن السيسي يتركهم ينافقونه لأن السيسي أيضا لم يتدخل لوقف ومنع من يسبونه ويشتمونه.. كما لا يصح أن ننسي أنه وحبا للرجل وتقديرا له ولدوره دفع الكثيرون الأشهر الماضية حياتهم وذبحوا على قارعات الطرق وألقوا من شرفات منازلهم وحرقت سياراتهم ومحالهم واخترق الرصاص أجسادهم..ورغم ذلك تجدهم بالآلاف لا يخشون الإرهاب الإخواني حتى إنك تمر في شوارع مصر وتجدهم لازالوا ورغم الثمن الباهظ الذي دفعه غيرهم يرفعون صور السيسي على بيوتهم ومحالهم وسياراتهم!

يا سادة.. لا تستكثروا على الناس الالتفاف حول شخص ولا تستكثروا حبهم له.. خصوصا أن الرجل المقصود وكما أثبتنا في ثلاثة مقالات سابقة كان سيدفع الثمن غاليا قبل 30 يونيو وأثناءها..ولو فشل ما جرى ما كنا نظنه بيننا اليوم..

يا سادة.. الشعب هو القائد وهو المعلم كما قال الزعيم الخالد جمال عبد الناصر.. والشعب المعلم يعلم أين يضع مشاعره ويعلم جيدا من يستحق الحصول عليها.

وهذا لا يعني أن هناك آخرين لا يمنحهم الشعب ثقته وحبه..لكن لا يصح أيضا - حين ذلك - أن نتهمهم بالنفاق..وإلا كانت التفاهة في الحالتين حاضرة.. بمواصفاتها الكاملة!!

الجريدة الرسمية