رئيس التحرير
عصام كامل

الإرهابية تسحل رؤساء الجامعات !!


المشهد في جامعة الأزهر يدعو للأسف الشديد بعد أن تحولت ساحة الجامعة إلى شيء مستباح على مدى الساعة، وتحولت قاعات المحاضرات وحجرات الأساتذة إلى ميادين قتال بين عصابات أنصار الجماعة وبين ما يعرف بالأمن الإداري الذي حل محل أمن الداخلية بعد حكم استبعاد الحرس الجامعي الذي سعى إليه أعضاء 9 مارس والذين كان من بينهم وزير التعليم العالي السابق حسام عيسى، والحقيقة أن السكوت على ما يحدث هو جريمة في حق التعليم وفي حق الطلاب الذين يرغبون في تلقى العلم بعيدا عن التيارات المتطرفة، وجريمة في حق الدولة وهيبتها، وجريمة في حق الشعب المصري دافع الضرائب التي تصرف على طلاب الجماعة الإرهابية وأنصارها، وتصرف على ترميم ما يخربه هؤلاء الخارجون على القانون، وجريمة عظمي في حق الأزهر الشريف أقدم مؤسسة تعليمية إسلامية في العالم !!


حتى كتابة هذه السطور وطلاب الإرهابية يشعلون النيران في سيارات رئيس جامعة الأزهر، ويحاصرون مكتب رئيس الجامعة ويعيثون فسادا في كل أرجاء الجامعة سعيا للتخريب والهدم والحرق، والغريب العجيب أن السيناريو يحدث يوميا منذ عودة الجامعة لنشاطها التعليمي في التبرم الثاني بعد تأجيل دام ثلاثة أسابيع كنا نظن أن الجامعة استطاعت تحديد طرق مواجهة هذا العنف واتخاذ إجراءات احترازية تمنع الجماعة الإرهابية من تحقيق أهدافها وهي معلومة للجميع.

لكن شيئا من هذا لم يحدث وأن كل ما حدث هو عمليات ترميم للمباني وتعلية سور الجامعة الذي تم هدم جزء منه جهارا نهارا على مرأى ومسمع من قيادات الجامعة ومسئوليها في الوقت الذي نسمع فيه من داخل الجامعة أصوات لبعض الأساتذة يستصرخون فيها وزير التعليم العالي ورئيس الوزراء والمعنيون في الحكومة بضرورة اتخاذ إجراءات حاسمة نحو أهمية وضرورة دخول الحرس الجامعي داخل أسوار الجامعة لوأد أي عنف أو تخريب قبل أن يكبر ويستفحل، ومع ذلك لا حياة لمن تنادي وكأن هناك حالة رضا تجاه ما يحدث من المسئولين !!

الدكتور حسين عويضة رئيس أعضاء هيئة التدريس بجامعة الأزهر بح صوته وكاد أن يفقد عقله من حالة التراخي الشديدة في الاستماع لما يقوله من ضرورة تطهير الجامعة من أساتذة الجماعة الإرهابية الذين ما زالوا يمارسون عملهم داخل الجامعة ويوفرون غطاء غير شرعي للإرهابية داخل الجامعة، وطالب بغلق المدينة الجامعية لطلبة الأزهر لما تمثله من وكر آمن لطلاب الإرهابية فضلا عن تقديم الطعام والشراب والسكن المجاني وإخفاء كل أدوات التخريب والحرائق ومع ذلك أيضا لم يسمع له أحد ولا حياة لمن تنادي !!

امتهان جامعة الأزهر وإسقاط هيبتها والنيل من سمعتها مسئولية أصحاب القرار في هذا الوطن ولم يعد مقبولا أن يجتمع مجلس الوزراء ليصدر قرارات لا تساوي قيمة الحبر والورق ولا عناء من يصرح بها !! عيب كبير أن يستمر هذا المسلسل القبيح والدولة كلها تواجه إرهاب الجماعة الضالة، وعيب كبير أن تصدمنا تصريحات وزير التعليم العالي بإصراره على التباطؤ أو التواطؤ - فكلاهما واحد – وعدم اتخاذ قرارات حاسمة وهم يعرفون أن الحل في تراجع موجة العنف هو الردع الذي يمثله الحرس الجامعي أو قوات الأمن داخل الجامعات التي هي ملك للشعب ومن أموال الشعب.

المشهد في جامعات القاهرة وعين شمس والمنصورة ليس بعيدا عن مشهد جامعة الأزهر، وإن كان أقل حدة وعنف إلا أنه يبدو – وهذا ليس ببعيد – أننا في انتظار خبر يقول الجماعة الإرهابية تسحل وزير التعليم العالي ورؤساء جامعات الأزهر والقاهرة والمنصورة وتضربهم علقة موت ولم يستطع الأمن إنقاذهم لأنه لم يستدعه أحد منهم للدخول !!
Elazizi10@gmail.com
الجريدة الرسمية