رئيس التحرير
عصام كامل

- وزير خارجية المغرب: الخلافات العربية طبيعية والتوافق مستحيل

فيتو

  • المغرب يدعم خارطة الطريق المصرية
  • الإرهاب ينهش في جسد العالم العربي ولابد من التعامل معه بجرأة
  • نؤمن بقدرة مصر على احتواء اختلافاتها ومواجهة العنف
  • الدعم العربي القوي للقدس يجب أن يبدأ الآن


العديد من الملفات كانت معروضة على ملف القمة العربية الـ25، والتي انعقدت وسط أجواء عربية مشحونة، لتكن أول قمة عربية منذ سبعينيات القرن الماضي تشهد هذا التشاحن الكبير بين الدول العربية، بل وبين دول الخليج نفسها التي عملت منذ تأسيس مجلس التعاون الخليجي على توحيد صفوفها.
"صلاح الدين مزاور" وزير الخارجية المغربي يرى أن هذه الاختلافات طبيعية، وليس بالجديد أن يحدث تشاحن عربي، مشيرا إلى أن التجربة أثبتت أن الدول العربية قادرة على تجاوز خلافاتها.
وأشار مزاور في حواره مع "فيتو" من العاصمة الكويت على هامش مشاركته في أعمال القمة العربية، والتي تستضيفها الكويت لأول مرة منذ انضمامها للجامعة العربية إلى أن المغرب داعم لمصر، وأن العلاقات فيما بين البلدين كانت طيبة طوال الوقت،.. فإلى نص الحوار


- جاء عقد القمة العربية في دورته الـ25 وسط أجواء مشحونة كيف تنظر إلى ذلك؟
لا أعتقد أن الجو مشحون، هناك اختلافات طبيعية، وهي بالمناسبة ليست بالجديدة، وتظهر في قضايا متعددة، ولكن التجربة والتاريخ يبينان قدرة الدول العربية على مستوى القمم أو الاجتماعات الوزارية على تجاوز الاختلافات وإيجاد توافق لتجاوز هذه القضايا.

- إذن ترى أن ما يجري من أزمات عربية عربية أمرا عاديا..؟
لا يمكن لمنظمة الجامعة العربية، والتي تضم هذه الدول المكونة لها أن تكون دائما في اتجاه توافق مستمر، وإلا لن يكون هناك خلاف في الرأى والمواقف، وأعتقد أن هذه المرحلة الغنية التي يجتازها عالمنا العربي تفرز بالطبع وجهات نظر ومواقف تختلف من دولة لأخرى، فنحن نعيش مسارا طبيعيا ولكن الأساس في هذا هو أن هذا الاختلاف يبقى في إطار المنظمة العربية وأن القرارات التي تصدر تبقى في إطار الاحترام المفروض على مختلف الدول فيما يخص هذا المجال والجامعة العربية تحافظ على وحدتها والعالم العربي يحافظ على وحدته داخل مؤسساته ونسير في تطوير هذه الثقافة الضرورية أي ثقافة الاختلاف مع الوصول إلى حلول يكون فيها توافق في الرأي.


- وما رؤيتكم للوضع الجاري في مصر الآن..؟
المغرب -دائما- داعم لخارطة الطريق المصرية للوصول إلى توافق وطني يخرج عنه دستور، الدستور المصري الجديد متقدم يأخذ في عين الاعتبار مكونات المجتمع المصري والشعب المصري ويرقي بمصر إلى ما تطمح إليه لكى تكون دولة منفتحة متوازنة وفاعلة كذلك تؤمن بمقومات البناء الديمقراطى في إطار التعددية والاختلاف وتعدد الهوية.

- "الإرهاب" أزمة يعاني منها الجميع بلا استثناء كيف برأيك يمكننا الخروج من هذه الإشكالية..؟
ملف الإرهاب، أصبح الآن أحد أهم الأولويات المطروحة في العالم العربي، في ظل الأجواء والظواهر المتلاحقة التي بدأت تنهش في العالم العربي، وهذه الأمور بالتأكيد ليست من ثقافة العرب، ولا العالم العربي المعروف بحالة التوازن لديه واتجاهه لتغليب الأمن والسلم فهذه الأمور أضحت من الظواهر السلبية التي تهدد العالم العربي ولابد من التكاتف من أجل القضاء عليها، خاصة أنه لا يخص بلدا بعينه بل يمتد إلى دول الجوار، فما يجري في ليبيا له تأثيره على الداخل والدول المجاورة، وكذا ما يحدث في سوريا والعراق، وغيرها، وهو ما جعلنا الآن أمام إشكال مطروح ولا يختلف عليه أحد، وبالتالي فلابد من جرأة في التعامل مع هذا الموضوع.

- مصر -أيضا- في الفترة الأخيرة تعاني من "الإرهاب" خاصة بعد ثورة 30 يونيو كيف ومارؤيتك لما تتعرض له مصر من إرهاب..؟
نحن نؤمن بقدرة مصر على احتواء اختلافاتها، وغير ذلك فإن المغرب ضد كل أشكال العنف، أيا كانت ومن أي مصدر كان، ونحن نؤمن بقدرة مصر والشعب المصري على إقامة مؤسسات ديمقراطية وبناء مجتمع تسوده الوسطية والاعتدال،أما المسائل الأخرى تبقى مسائل داخلية تهم مصر ونحترم قرارات مصر لكن بالنسبة لنا نحن نؤمن بقدرة مصر على مواجهة كل أعمال العنف، واستيعاب الاختلاف وبناء مؤسسات ديمقراطية قوية والاستجابة لشعبها فيما يخص التنمية والانفتاح والبناء وكذلك احترام حقوق الإنسان ومن هذا المنطلق نحن نتعامل مع ما يجري في مصر.

- هل سينفذ المغرب بنود الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب فيما يخص ملف الإخوان المسلمين، والقرار المصري الذي وصلك باعتبارها جماعة إرهابية.. ولماذا لم يكن هناك موقف تجاه هذا في القمة؟
مؤتمر القمة لم يشر إلى هذه النقطة، ولم تثر مسألة الإخوان المسلمين داخل اجتماعات الجامعة، التأكيد كان على نبذ العنف، ومكافحة الإرهاب من ناحية المبادئ ويبقى بالطبع موقف مصر وقرارات دول أخرى ليس لها انعكاس مباشر على القرارات التي يتم اتخاذها في القمة، أما فيما يخص الجزء الأول من السؤال فإن المغرب ينأى بنفسه عن المشاكل ولديكم تجربة للديمقراطية وفتح المجال للفصائل بعد الربيع العربي، ونحن نعتبر أن النضج يمر عبر استيعاب كل الاختلافات.

- تستضيف المغرب "لجنة القدس".. كيف ترون ما يجري في القدس والأقصى من تهديدات مستمرة، وانتهاكات صهيونية تستفز مشاعر العرب والمسلمين؟
هذه النقطة أثيرت في اجتماع وزراء الخارحية الذي أقمناه تحضيرا لاجتماعات القادة العرب والحقيقة فإن هناك استمرارا للاستفزاز الصهيوني اليهودي في هذا الاتجاه، وقد جرى التأكيد على ضرورة الرفع من مستوى الدعم الموجه للقدس للحد من سياسة تهويد القدس.
- ولكن رفع الدعم غير كاف خاصة أن الانتهاكات مستمرة، ويكفي أن إسرائيل ردت على الاجتماع الأخير لمجلس الجامعة الوزاري الذي رأستم جلسته في القاهرة 9مارس بانتهاك حرمة الأقصى، والإعلان عن مسألة رفع الوصاية عن القدس.
أعتقد أنه إذا كان هناك من دعم قوى للقدس يجب أن يكون حاليا، لأن هذه فترة حاسمة واعتقد أن هناك وعيا، واعتقد أن مسئولية الدول العربية اليوم هي أن ترقى إلى مستوى العمل الفعلي ميدانيا، لأن هذا هو ما ينتظر من الدول العربية فلابد من القدرة على ترجمة ذلك إلى مشاريع ميدانية.
الجريدة الرسمية