فيسك: مرور مائة عام على الحملة التركية لإبادة الأرمن
اهتم الكاتب البريطاني، روبرت فيسك، بمرور مائة عام على الحرب العالمية الأولى للإبادة الجامعية للأرمن في تركيا.
وتروي إحدى السيدات الناجيات من حملة الإبادة الجماعية قصتها وأنها ما زالت تسمع صوت الصراخ وضرب الشرطة التركية للأطفال بالسياط والعصي.
وأشار فيسك في مقاله بصحيفة الإندبندنت البريطانية، إلى التقائه بالسيدة يوفينوج ساليبيان في كاليفورنيا، وهي تجلس على كرسي متحرك، تروي المأساة التي عاشتها أثناء الحرب العظمى وهي طفلة كان عمرها ثلاث سنوات فقط، وتعتبر آخر شاهد على حملة الإبادة الجماعية للأرمن.
وأضاف فيسك أن يوفينوج تعرضت للموت أثناء رحلة هروبها من تركيا وترك الحادث آثارا له حتى الآن موجودة على فخذها عندما ربطت في زمام حصان وبقيت تنزف حتى اقتربت من الموت.
وقالت يوفينوج "إن المحرقة الأرمنية حقيقة واضحة مثل محرقة اليهود ولكن الدولة التركية ما زالت تنكرها وتصر على أن الحكومة العثمانية لم تنغمس في الإبادة الجماعية التي أبادت مليونا ونصف المليون من سكانها المسيحيين الأرمن قبل قرن من الزمان وتم استبعاد الأرمن وأطلق النيران على عشرات الآلاف وأرسل الأطفال والنساء إلى الغابات في شمال سوريا وتم تجويعهم وتعذيبهم واغتصابهم وذبحهم".
وأضافت يوفينوج أن والدها كان له أصدقاء من الأتراك وهو الأمر الذي جعلهم في بادئ الأمر لا يرحلون ثم رحلوا فيما بعد عام 1921 إلى حلب ثم دمشق وإلي بيروت، وتم تقسيم عائلتها على عربتين، وتحطمت العربتان على الطريق وأنقذها الحصان للف سير الحصان على قدمها، وتزوجت وعاشت في بيروت وتوفي ابنها في عام 1953 وهربوا من لبنان إلى أمريكا عندما بدأت الحرب الأهلية اللبنانية في عام 1976.
ويختتم فيسك مقاله بسؤال له إلى يوفينوج عن شعورها اليوم تجاه الأتراك الذين حاولوا تدمير الأرمن، أجابت على الفور "إنها تصلي من أجل تركيا وإن يسوع باق على قيد الحياة في السماء، بينما النبي محمد مات".