رئيس التحرير
عصام كامل

السيسي والرئاسة!


كثيرون يتعاملون الآن مع المشير عبد الفتاح السيسي بعد أن أعلن عزمه الترشح في الانتخابات الرئاسية القادمة بوصفه الرئيس القادم للبلاد، وليس مجرد مرشح يخوض منافسة انتخابية حتى ولو كانت سهلة في ظل ما يحظى به من شعبية ما زالت ضخمة.


وقد يكون مع هؤلاء الحق لأن احتمالات فوز السيسي في الانتخابات الرئاسية طبقا لشتى التقديرات المحلية والعالمية ستؤدي إلى فوز مريح له في هذه الانتخابات في ظل انحسار المنافسة الانتخابية حتى الآن بينه والمرشح الآخر حمدين صباحي، الذي لا ينال -رغم كل ما يبذله من جهود وما له من طموح- حجم شعبية السيسي.

ولذلك بات السيسي مطالبا أن يجهز نفسه الآن لما يتعين عليه أن يبادر بالقيام به وما سيتخده من قرارات عاجلة، وإذا كان السيسي لم يفعل ذلك من قبل لأنه كان مشغولا بعمله الأساسي السابق كقائد عام للقوات المسلحة ووزير للدفاع، فإن الفترة التي تسبق موعد الانتخابات الرئاسية تتيح له وقتا مناسبا يكون جاهزا فيه فور أن يحلف اليمين ويتولى ممارسة مهام منصبه الجديد كرئيس للجمهورية.

يجب أن يكون جاهزا بمرشحيه لرئاسة الحكومة وجاهزا بأسماء مساعديه في مؤسسة الرئاسة، فضلا عن مرشحيه لتولي الحقائب الوزارية السيادية «الخارجية والداخلية والعدل»، والأهم من ذلك يجب أن يكون عبد الفتاح السيسي -الذي يفصله عن منصب رئيس الجمهورية وقت قليل- جاهزًا بمجموعة من القرارات التي يبادر بإنجازها في عدة جبهات مثل الجبهة السياسية والجبهة الأمنية، وأيضا الجبهة الاقتصادية والاجتماعية.

فكما يقول ونردد: «الخطاب يبدو من عنوانه»، فإن المصريين سيكون في مقدورهم تحديد ملامح الحكم الجديد برئاسة السيسي بما سوف يبادر باتخاذه من قرارات في أيام حكمه الأولى، وقبل ذلك بمن سوف يختارهم كمعاونين أو مستشارين له.

الاستهلال دوما مهم لكل من يتولى مسئولية جديدة أو لكل مسئول جديد، فما بالكم والمسئولية ضخمة، والمسئول هو أكبر مسئول أو رئيس الجمهورية، فهذا سيمنح المصريين انطباعهم الأول، والذي سوف يحتفظون به لفترة طويلة عن رئيسهم الجديد وانحيازاته ومواقفه وسياساته، فهم سيقررون هل هذا الرئيس الجديد لهم أم عليهم، ومن الضروري ألا يترك السيسي المصريين طويلا ليتأكدوا أنه الرئيس المنحاز لهم والمعبر عنهم.
الجريدة الرسمية