رئيس التحرير
عصام كامل

واشنطن وموسكو يفشلان في حل الأزمة الأوكرانية.. «كيري ولافروف» يؤكدان ضرورة إيجاد «تسوية دبلوماسية».. الوزير الأمريكي: أي قرار يحتاج مشاركة كييف.. ونظيره الروسي: أولوياتنا ضمان احتر

لافروف وكيري وزيرا
لافروف وكيري وزيرا خارجية روسيا والولايات المتحدة

فشل الاجتماع المطول الذي جمع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، بنظيره الروسي سيرغي لافروف، في باريس في تقريب مواقفهما "المتباينة" من الأزمة الأوكرانية، إلا أنهما أكدا رغبتهما في إيجاد "تسوية دبلوماسية" للأزمة.


أوضح "كيري"، أن حلا للأزمة في أوكرانيا سيكون مقبولا إلاّ من خلال التشاور الوثيق مع الحكومة الأوكرانية الجديدة. وقال كيري للصحفيين في باريس، بعد خمس ساعات من المحادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، إنه أبلغ نظيره الروسي بأن واشنطن لا تزال تعتبر تحركات روسيا في شبه جزيرة القرم غير قانونية.

وعقد الوزيران اجتماعهما مساء الأحد في مقر إقامة السفير الروسي، وأكد لافروف في ختام الاجتماع، الذي وصفه ب"البناء للغاية"، أن المواقف بين البلدين بشأن الأزمة في أوكرانيا "متباينة"، مشيرا إلى أنه ونظيره الأميركي اتفقا على مواصلة المباحثات سعيا إلى "تسوية دبلوماسية" للأزمة الأوكرانية. وقال الوزير الروسي "لقد عبرنا عن مواقف متباينة حول أسباب الأزمة الأوكرانية (...) غير أننا متفقون على ضرورة إيجاد نقاط اتفاق للتوصل إلى تسوية دبلوماسية لهذه الأزمة".

ومن المقرر أن يواصل لافروف محادثاته بشأن الأزمة الأوكرانية صباح الإثنين في باريس مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس، على أن يسافر الوزير الفرنسي بعد الظهر إلى برلين حيث سيجتمع مع نظيريه الألماني فرانك فالتر-شتانماير والبولندي رادوسلاف سيكورسكي.

والأحد جدد لافروف التأكيد على أهمية الفدرالية كحل للأزمة في أوكرانيا، معتبرا أن الفدرالية هي "عنصر بالغ الأهمية في الإصلاحات" الدستورية المفترض إجراؤها في أوكرانيا. وقال الوزير الروسي في مقابلة بثتها قناة "بيرفي" التليفزيونية العامة الأحد إن نظاما فدراليا "من شأنه حماية حقوق من يعيشون في أوكرانيا، وخصوصا السكان الروس الذين يهمنا أمرهم".

لكن كييف سارعت إلى رفض الاقتراح الروسي، وقالت الخارجية الأوكرانية في بيان "نرغب في أن ننصح روسيا بالكف عن توجيه إنذاراتها إلى بلد سيد ومستقل والاهتمام بالوضع الكارثي والانعدام الكامل لحقوق أقلياتها، بما فيها الأوكرانية".

بدوره، أكد كيري في ختام اللقاء أن أي قرار بشأن مستقبل أوكرانيا لا يمكن أن يتخذ من دون أن تشارك فيه أوكرانيا، داعيا موسكو إلى سحب قواتها المحتشدة على الحدود مع أوكرانيا. وأقر كيري بأن واشنطن وموسكو "لديهما تباينات في الآراء حول الأحداث التي أدت إلى هذه الأزمة.

من جهته، قال لافروف إن كلا من الطرفين الروسي والأميركي "عرض خطته للتوصل إلى تهدئة الوضع"، مكررا القول إن الأولويات بالنسبة إلى موسكو في هذه الأزمة هي "ضمان احترام حقوق الأقليات" في أوكرانيا و"تفكيك القوات غير النظامية والاستفزازيين"، في إشارة إلى المجموعات القومية الأوكرانية شبه العسكرية ولا سيما تلك التي شاركت في الاحتجاجات التي شهدتها ساحة ميدان بوسط كييف على مدى أشهر وانتهت بالإطاحة بالرئيس الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش.

والمفاوضات الطارئة التي استضافتها باريس أعدت في غضون بضع ساعات بعد اتصال هاتفي جرى مساء الجمعة بين باراك أوباما وفلاديمير بوتين هو الأول منذ أعلنت واشنطن فرض عقوبات اقتصادية على الأوساط القريبة من الرئيس الروسي.

وتوافق الزعيمان في الاتصال الهاتفي الذي جرى بمبادرة من بوتين، على ضرورة إجراء محادثات سريعة لوضع حد للتصعيد بعد إعلان واشنطن وكييف أن موسكو حشدت قوات على طول الحدود مع مناطق شرق أوكرانيا الناطقة بالروسية والتي سبق أن شهدت تظاهرات انفصالية.

الجريدة الرسمية