غزة وترشح «السيسي».. الأهالي يمتنعون عن الاحتفال خوفًا من «قمع حماس».. متحدث الحركة: نتعاطف مع «الإخوان» والسباق الرئاسي شأن داخلي.. و«فتح»: خوض «المشير
شوارع وميادين قطاع غزة غابت عنها مظاهر الاحتفاء والتفاعل مع إعلان المشير عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي السابق، ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
تفاعلات ربما اقتصرت في المنازل والمجالس الخاصة بالشرائح المجتمعية، ووفق آراء المواطنين "تخوفا من ردود فعل قمعية لعناصر حماس الأمنية" تجاه من يحاول التعبير عن فرحته لمرشح رئاسي مصري يعتبرونه الخصم الذي أطاح بنظام ورأس الإخوان المسلمين في مصر.
آراء محللين وعينات متباينة من أهالي غزة، حاورتهم DW عربية، اعتبروا أن "قطاع غزة ليس كله حماس"، وسط مخاوف من ردود فعل مستقبلية لعقاب جماعي لنحو مليوني مواطن في غزة، بسبب حماس وحكومتها في القطاع والتي تعتبر نفسها جزءا من الإخوان المسلمين.
حماس.. من المُبكر الحديث عن الانتخابات المصرية
ما زال الجيش المصري، بعد إعلان ترشح المشير عبد الفتاح السيسي، يُنفذ حملاته في هدم الأنفاق التي تربط الحدود المصرية الفلسطينية مع قطاع غزة.. أنفاق اعتمدت على مواردها حركة حماس وحكومتها للإنفاق على موازنتها المالية.. هدمُ الأنفاق اعتبرته حماس "جزءا من حصار غزة"، وارتفعت حدة التصريحات المصرية المُعادية لحركة حماس في غزة واتهامها بالمشاركة في عمليات وصفت "بالعدائية والإرهابية" ضد الأمن القومي المصري.
في المقابل ما زالت حماس تنفي هذه الاتهامات، وفى ظل انتخاب رئيس مصري مرتقب أشار المتحدث باسم حركة حماس "سامي أبو زهري" إلى أنه من "المبكر الحديث عن الانتخابات المصرية"، واكتفى بالقول: "الانتخابات المصرية شأن داخلي لا شأن لنا به ولا نعقب عليه وهذا موقفنا".
وعن سبب النأي عن التعقيب، يضيف المتحدث باسم حماس: "علاقتنا بمصر فقط، ولا علاقة بنظام قديم أو جديد، ومش خلصانين من هذا الأمر أيضا".
ازدهار مصر هو استقرار للحالة الفلسطينية
لم تصدر بشكل رسمي أي تصريحات من حكومة حماس بشأن الانتخابات المصرية ومرشحها الأبرز المشير السيسي، بينما يشير الدكتور أحمد يوسف المستشار السياسي لرئيس حكومة حماس السابق والذي تُوصف تصريحاته بالمعتدلة التصالحية، إلى أن الساحة الفلسطينية كل ما تتمناه لمصر "الاستقرار في أحوالها"، مضيفا أن الأوضاع في مصر ما زالت متوترة "لا تبشر بالخير في مصر وأنه شأن داخلي، لكنه ما زال ينعكس بتداعياته الكارثية على الحالة الفلسطينية". لكنه تفاءل بالانتخابات المصرية المرتقبة، واصفا إياها "بالمؤشرات الإيجابية في اتجاه الأمن والاستقرار، وهذا ما نتمناه لمصر الاستقرار والازدهار".
واعتبر أن حالة الاستقرار المصري هي" قوة استقرار للحالة الفلسطينية بغض النظر عمن في سُدة الحُكم"، مشددا على أمنياته وحركته على عودة مصر لقيادة الأمة العربية والقضية الفلسطينية.
وعن علاقة حماس بالإخوان المسلمين يقول: "ربما حماس متعاطفة مع الإخوان، لكن هذا وضع داخلي مصري، الشعب المصري هو من يحسم خياراته فيه".
"فتح" ترحب بترشح السيسي
المواطنون في قطاع غزة يعانون أزمات متلاحقة جراء الحصار الإسرائيلي والانقسام الداخلي.. هكذا تصف عينات مجتمعية حالة الوضع في غزة، ويشير المواطن أحمد حسنين إلى أنه فرح جدا بترشح السيسي، واصفا إياه "بالزعيم عبد الناصر"، مضيفا "على حماس التصالح مع الشعب ومصر فورا للخروج مما نحن فيه".
في المقابل حركة فتح على لسان ناطقها أحمد عساف رحبت بترشيح المشير السيسي للانتخابات، وقال "ترشح السيسي سيكون بمثابة عبور جديد بالشعب المصري نحو المستقبل".
لم يلق هذا التصريح استحسانا عند بعض مؤيدي حماس الذين يتهمون المشير السيسي عبر تغريدات لهم على صفحات "فيس بوك"، بأنه "أجهض حلم مشروع الإخوان في السيطرة على المنطقة العربية".
مطلوب من حماس المبادرة بخطوات إيجابية تجاه مصر والرئيس القادم
يصف الشعب الفلسطيني، خاصة أبناء قطاع غزة بشرائحه المختلفة، يصف مصر "بالأم المخلصة الراعية للقضية الفلسطينية"، ووفق عماد الفالوجي، رئيس "مركز حوار الحضارات" أن غزة بشكل خاص تتأثر إيجابا وسلبا بأي متغير داخلي مصري، وبالتالي "المصلحة الفلسطينية الأكبر دائما هو استقرار مصر والنظام السياسي فيها"، واصفا الانتخابات المصرية بالمحطة المهمة في تاريخ مصر باختيار رئيس جديد ينجح في إعادة الاستقرار السياسي.
الفالوجي الذي يرأس الاتحاد العربي للثقافة والإبداع في فلسطين يأمل ويتطلع إلى الرئيس المصري الجديد، وأن يؤخذ بعين الاعتبار ضرورة معالجة العلاقة مع غزة على أسس سليمة وصحيحة للخروج من دائرة التوتر ما بين غزة ومصر، و"فتح حوار بناء ومسئول مع الإخوان أو حماس باعتبار حماس الحاكمة لقطاع غزة".
وأشار إلى أن حماس "مُطالبة أمام الرئيس المصري القادم بأن تبادر بخطوات إيجابية تجاه مصر ورئيسها القادم"، ويعتقد الفالوجي أن المشير السيسي عندما يصبح رئيسا "سيكون هنالك تغير في تعاطيه مع الإخوان وحماس من باب المسئولية باعتباره الرئيس للجمع المصري والعربي".
ويتمنى المحلل السياسي عمير الفرا أن يزول الإرهاب في مصر، وأن يكون الرئيس القادم على قدر المسئولية في جمع المصري والفلسطيني بعيدا عن الصراعات، وأن يبتعد النظام الجديد عن سياسة العقاب الجماعي، وفتح معبر رفح الحدودي أمام أهالي قطاع غزة، الذين يكتوون بنار إغلاقه.