رئيس التحرير
عصام كامل

كاتب بريطاني: أمريكا تدفع ثمن مساندة آل سعود.. ويزعم: الرياض تتراجع عن دعم المعارضة الإسلامية بسوريا.. شعور المقاتلين السوريين بالخيانة من آل سعود.. والمنتديات الإسلامية تنقلب على العائلة المالكة

الملك عبدالله و الرئيس
الملك عبدالله و الرئيس الامريكي اوباما

اهتم الكاتب البريطاني باتريك كوكبيرن، بزيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما للمملكة العربية السعودية، ونشر مقالا له بحصيفة الإندبندنت البريطانية تحت عنوان "أمريكا تدفع ثمن مساندة آل سعود بينما بدأت التصدعات الداخلية".


قال باتريك: إن أوباما طار للمملكة العربية السعودية لرأب الصدع في العلاقات مع الملك عبد الله في أول زيارة له منذ خمس سنوات، وكانت العلاقات توترت بسبب المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران بشأن برنامج طهران النووي، وتراجع واشنطن عن توجيه ضربة عسكرية ضد نظام الرئيس بشار الأسد للإطاحة به، وعدم رضا الولايات المتحدة عن تمويل السعودية للجماعات المعارضة الإسلامية في سوريا مثل جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام.

ويرى كوكبيرن أن العلاقة بين السعودية والرياض، علاقة غريبة، للملكية الثيوقراطية الرجعية التي لا تسمح بقيادة المرأة للسيارة وبين الولايات المتحدة التي تدعى أنها قائدة العالم للديمقراطية العلمانية، والعلاقات بين البلدين لم تتأثر كثيرا بحقيقة أن أغلب المشاركين في هجمات 11 سبتمبر كانوا على علاقة بالسعودية.

وأضاف باتريك أن السعوديين يريدون إقناع الولايات المتحدة أن تبذل جهدا أكبر للإطاحة بالأسد في سوريا، وقال ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز في جامعة الدول العربية بالكويت في السبوع الماضي "تم خيانة المقاومة المشروعة السورية من قبل المجتمع الدولي وتركت المعارضة فريسة سهلة للقوات الطاغية"، في حين أن السعودية بها العديد من السجناء السياسيين الذين يصل عددهم إلى 30 ألف، وهناك انتقادات طفيفة على تويتر ضد النظام، وقائمة بأسماء السعوديين الذين تم استدعاؤهم من قبل الأجهزة الأمنية.

وأشار باتريك إلى القرارات السعودية الخاصة لدعمها الجماعات الإسلامية وغضها الطرف عن سفر السعوديين إلى سوريا للانضمام لجبهة النصرة والدولة الإسلامية، ويبلغ عدد المقاتلين السعوديين أكثر من 2500 شخص ثم قامت الرياض بعد ذلك بإعلان أنها ستعاقب من يعود منهم بعقوبة قد تصل إلى السجن 20 عاما.

ونوه باتريك على تعاطف السعوديين مع المقاتلين في سوريا ما يجعل تراجع السعودية في سياستها تجاه سوريا لإقناع الولايات المتحدة بأنها لا تدعم جبهة النصرة ولا داعش في سوريا، قد لا يفلح ما تسبب في انتقادات للعائلة المالكة في المنتديات الإسلامية على الإنترنت، والتي بدأت تنشر صورا للملك يقلد جورج بوش قلادة المملكة، ويصاحبها عنوان "تكريم لغزو بلدين مسلمين"، ويشعر المقاتلون السعوديين بالخاينة لهم من آل سعود بعد السماح لهم بالسفر إلى سوريا يعتبرونهم مجرمين، كما نشرت إحدى المنتديات صورا للسيارات المدججة بالسلاح وكتب عليها إلى شمال السعودية.

ولفت باتريك إلى الجهود السعودية لمواجهة المد الشعبي في الدول العربية، وأطاح بعدد من الأنظمة القمعية والرؤساء في المنطقة، وأيضا دعم الرياض لمصر بعد إطاحة الجيش للرئيس محمد مرسي الذي ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، وهناك مشكلة بالنسبة للحكومة السعودية هو أنها تستخدم دائما الجهاديين كذراع لسياستها الخارجية، معتبرا أن ذلك يمكن أن ينفي المسئولية عن أفعالهم، وتعتبر السعودية أن أي معارضة للعائلة المالكة حتى لو كانت سلمية تتسحق العقاب، ولذلك 52 نائبا في الكونجرس الأمريكي وقعوا خطابا وسلموه لأوباما يطالبه بضرورة تذكير آل سعود بأنهم انتهكوا وسجنوا أغلب قادة جماعات حقوق الإنسان في المملكة.

واختتم باتريك بالإشارة إلى نجاة السعودية من ثورات الربيع العربي عام 2011، ومنذ ذلك الحين قطعت الممكلة شوطا كبير لإعادة الأنظمة القمعية في المنطقة العربية السعودية ولكن الممكلة نفسها أصبحت أكثر انقساما وأقل استقرار من أي وقت مضي.
الجريدة الرسمية