رئيس التحرير
عصام كامل

ملك السعودية يستعد للتنحي.. يسعى لتأمين مستقبل نجله الأمير «متعب» عن طريق «مقرن».. حالته الصحية أحد أسباب تنازله عن الحكم.. شاور كافة الأمراء قبل القرار.. و«سلمان» العاهل

الملك عبد الله بن
الملك عبد الله بن عبد العزيز

قالت مصادر سعودية إن قرار الملك عبد الله بن عبد العزيز بتعيين أخيه الأصغر الأمير مقرن وليًا لولي العهد، إنما هو خطوة أولى ضمن مساعي الملك لتعيين نجله الأمير متعب بن عبد الله وليًا للعهد، ضمن ترتيبات سيعلن عنها خلال الفترة المقبلة لترتيب مسألة الحكم في السعودية.


وكشفت المصادر أن العاهل السعودي يستعد للتنازل عن الحكم لأخيه سلمان بن عبد العزيز، ولي العهد الحالي، وتباعا سيكون الأمير مقرن وليًا للعهد ثم يصعد هو للملكية، خاصة وأن صحة الأمير سلمان (79 عاما) تعاني من تدهور كبير، وأوضحت مصادر مقربة من دوائر القرار أنه من المحتمل أن يطلب عدم توليه العرش.

ووفقا لتقارير إعلامية، ساءت الحالة الصحية للملك "عبدالله" بشكل كبير خلال لقائه الرئيس الأمريكي "باراك أوباما".

وذكر موقع "ديبكا" الإسرائيلي أن العاهل البالغ من العمر 90 عاما، استخدم أنبوب تنفس صناعي "أكسجين" خلال اللقاء.

ويهدف العاهل السعودي من هذه القرارات تثبيت نجله مستقبلا للوصول إلى العرش، ولقتت المصادر إلى أن الملك السعودي طلب من هيئة البيعة الموافقة على تعيين الأمير مقرن وليا للعهد بعد تولي الأمير سلمان العرش، على أن يحل الأمير متعب بن عبد الله بن عبد العزيز مكان الأمير مقرن نائبا ثانيا لرئيس الوزراء، وهو أمر يضمن وصول متعب للحكم مستقبلا.

وأوضحت المصادر أن الأمير سلمان "أصر على تعيين نجله الأمير محمد وزيرا للدفاع"، وأن العاهل السعودي استرضى اغلب الأمراء من خلال تثبيت أبنائهم أيضا، مؤكدة أن هناك تغييرات جذرية ستحدث في اغلب الوزارات ومناصب الأمراء في الفترة المقبلة.

وذكرت المصادر أن الأمير مقرن (69 عاما) الذي تولى رئاسة جهاز الاستخبارات بين العامين 2005 و2012 من المقربين جدا من الملك ومحل ثقته.

ولفت المغرد الوهمي "مجتهد" إلى كلام نشره الأمير خالد بن طلال بن عبد العزيز في تغريدات سابقة عبر "تويتر"، قال فيها إن رئيس الديوان الملكي خالد بن عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري قام باتصالات مكثفة داخل وخارج السعودية: "لتوثيق موافقات على أمر ما يراد له أن يكون!! من أجل تثبيت ما يضمن به ومن معه..! مصالحهم الشخصية ومستقبلهم السياسي!".

وقال إن رئيس الديوان الملكي قام في الأيام الماضية بسلسلة لقاءات كان آخرها مع أمراء المناطق لإخبارهم بأن الملك يريد تثبيت مقرن في هذا المنصب.

ولفت إلى أن اللقاءات لم تكن تشاورية بل كانت إخبارية، بمعنى أن التويجري أخبرهم أن هذه رغبة الملك ولم يطلب منهم التصويت على الفكرة أو إبداء الرأي فيها.

ونقل "مجتهد" أن عددًا من أعضاء الأسرة عبّروا عن امتعاضهم من تجاهل ما كان عليه شبه إجماع، وهو أحمد بن عبد العزيز، والانتقال إلى مقرن بن عبد العزيز، مضيفًا "كما امتعضوا من تلاعب الملك بهيئة البيعة في تعيين سلطان وسلمان ومقرن والتي لم يلتزم بها الملك رغم أنه هو الذي أسّسها ورتّبها".

وبرر القرار بقوله إن الأمير مقرن "ضعيف الشخصية" ومطيع للملك، "ولو طلب منه أن يتنازل لابنه متعب لتنازل فورًا".

وتأتي هذه التغييرات والقرارات بعد زيارة الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، للرياض، وأكدت مصادر إن أوباما بحث مع الملك عبد الله خطوات "ترتيب انتقال سلس للسلطة دون مشاكل في ظل تقدم قادة المملكة في السن وما يعانونه من مشاكل صحية".

وأضافت المصادر أن الأمريكيين "لا يحبذون المفاجآت في أول بلد مصدر ومنتج للنفط في العالم نظرا لانعكاساتها المحتملة على سوق الطاقة والامدادات النفطية".
الجريدة الرسمية