رئيس التحرير
عصام كامل

«فاينانشال تايمز»: «أردوغان» فقد سمعته كرجل دولة وعلى الأتراك النظر لما بعد حكمه.. تركيا تعيش حالة استقطاب بسبب القوانين التي فرضها رئيس الحكومة.. وانقسام الشعب التركي بين أردوغان

رئيس الوزراء رجب
رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان

قالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية إنه يجب على تركيا النظر إلى ما بعد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان، وخاصة أنه من المحتمل ألا يعيد البلاد إلى المسار المعتدل، وسيواجه اختبارا لسلطته في نهاية هذا الأسبوع، وهو أكبر اختبار خلال 11 عاما لتواجده في السلطة.


وأضافت الصحيفة أن أردوغان البالغ من العمر 60 عاما جعل المجتمع التركي يعيش حالة استقطاب خلال الأشهر الماضية من خلال تمرير مجموعة من القوانين غير الليبرالية بغرض واضح لحماية نفسه ورفاقه من مزاعم الفساد التي هزت حكومته، وكلف أردوغان الآلاف من رجال الشرطة للتحقيق في هذه المزاعم لحفظ ماء وجهه، في حين عمل على حظر تويتر ويوتيوب قبل الانتخابات، وهي خطوة جعلت العديد من الأتراك يعتبرونها خطوة نحو الحكم الاستبدادي.

وتري الصحيفة أن لحظة الحساب لأردوغان قد حانت، عندما يصوت الأتراك في الانتخابات المحلية في جميع أنحاء البلاد، وعندما يصوت لحزب العدالة والتنمية لـ 45% أو أكثر، سيكون أردوغان قادرا على دخول السباق الرئاسي في البلاد، أما إذا لم يستطع الحصول على أكثر من 40% سيخسر أصوات العديد من الناخبين في المدن التركية الحاسمة مثل إسطنبول وأنقرة وسيكون مركزه القيادي في خطر.

وشددت الصحيفة على أن الشعب التركي من حقه أن يقرر مستقبله السياسي وهو الوحيد الذي له الحق في تقرير ذلك، في حين احتفاظ حزب العدالة والتنمية بتأييد قوي جدا في قلب الأناضول ولكن هذا التأييد لم يعد من المؤكد أنه قادر على إعادة البلاد إلى الاستقرار، ويجب على الأتراك البحث عن جيل جديد مقبل لشخصيات قيادية جديدة لإدارة البلاد وإن كانوا من داخل حزب العدالة والتنمية نفسه، لإنهاء الاضطراب السياسي.

وأشارت الصحيفة إلى المشكلة التي تواجه الأمة التركية وهي الانقسام بين أردوغان وفتح الله جولن، رجل الدين المسلم السني القوى الذي يعيش في ولاية بنسلفانيا، وكان قبل عقد من الزمن سعي أرودغان وجولن لإجراء ثورة سلمية ضد الجيش والزعماء العلمانيين في تركيا، والسماح لحزب مسلم معتدل مثل حزب العدالة والتنمية لترسيخ وضعهم داخل الهياكل الأمنية والقضائية في تركيا ولكن يعتقد الآن أن البلاد تتجه نحو الاستبداد كما يحدث في كثير من الأحيان في التاريخ الثورة تلتهم أبناءها.

وأضافت الصحيفة أن أردوغان فقد سمعته كرجل دولة، حتى وإن فاز في الانتخابات المقررة غدًا الأحد، فالانتخابات خط فاصل في قيادة أردوغان مهما كانت النتيجة، وقد يكون جيدا لأردوغان أن يفوز ليبقي في سدة الحكم في السياسة الوطنية ولكنه فقد سمعته كرجل دولة.
الجريدة الرسمية