رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. قصور الطغاة «الجنة وما فيها».. «يانكوفيتش» أوكرانيا حديقة حيوان خاصة ومراحيض ذهبية.. «القذافى» شهريار باب العزيزية.. زوجة «ماركوس» الفلبين تركت خلفها 3

فيتو

على اختلاف وتباين دول العالم في اللغات والثقافات والعقائد، تبقى لغة الطغاة واحدة في مختلف العصور، وعلى مر التاريخ دائما تفضح ثورات الشعوب ضد حكامها المستبدين نمط حياة البذخ المسرف الذي عاشوه على حساب شعوبهم، لأن الطاغية دائما وأبدا ما يجرى في عروقه شهوة الامتلاك غير عابئ بمعاناة الفقراء. 

نيكولاي تشاوشيسكو- من أشهر الديكتاتوريين في التاريخ المعاصر، حكم رومانيا لمدة أربعة وعشرين عامًا من 1965 حتى 1989 بالحديد والنار، لم يكن يقبل أي انتقاد ولا يبدى أية رحمة لمعارضته، حتى كرهه شعبه وقام بالثورة عليه.

حرص الطاغية الرومانى على الاستئثار بثروات شعبه الذي عانى الفقر، كانت واضحة عند مقارنة ما يملكه بما تملكه ملكة بريطانيا، فكان للأخيرة ثلاثة قصور، بينما تشاوشيسكو يمتلك خمسة، أحدها به ألف حجرة، وقدرت قيمة بناء ذلك القصر بعدة مليارات من الدولارات، فقد بلغت مساحته 45000 متر مربع، وارتفاعه عن الأرض مائة متر، وشارك في بنائه خمسة عشر ألف عامل عملوا عليه ليلًا ونهارًا، كما كان يمتلك تسعة وثلاثين فيللا فاخرة، ويعيش ببذخ فاحش بينما يعيش معظم شعبه تحت مستوى الفقر في ظل حكم شيوعي قمعي لا يرحم.

حياة تشاوشيسكو كانت أشبه بحكايات الأساطير، وليس أدل على هذا من أنه كان يمتلك تسع طائرات مجهزة كقصور طائرة، وثلاثة قطارات خاصة به أشبه بمنازل متنقلة يستخدمها أثناء تجواله عبر أنحاء رومانيا، وفي الوقت الذي كان يبني النصب التذكارية الهائلة ويقيم الحفلات الباذخة لدائرته الضيقة، كان كثير من الرومانيين يعانون الجوع بسبب توزيع الطعام بنظام الحصص، ويتحملون صقيع الشتاء دون مواقد تدفئة.

ولأن لكل ظالم نهاية، ففي الخامس والعشرين من ديسمبر 1989، وبعد ثورة كلفت أرواح ١١٠٤ أشخاص، نفذ حكم الإعدام في تشاوشيسكو وزوجته رميًا بالرصاص بعد محاكمة عسكرية صورية. 

وعلى طريقة تشاوشيسكو عاش ديكتاتور الفلبين فرديناند ماركوس حياته بالطول والعرض، ولكن بشكل مختلف، فعندما هرب وزوجته أميلدا من بلدهما عام 1986 بعد انتفاضة شعبية ضده، وجد المتظاهرون في قصره ملابس فاخرة، منها 15 معطفا من فراء المنك و508 قفازات، وألف حقيبة يد نسائية، وأكثر من 3 آلاف زوج من الأحذية لزوجته أميلدا التي عملت منها متحفًا للأحذية.

وحين فر ماركوس إلى الولايات المتحدة عثر مسئولو الجمارك الأمريكية على 24 حقيبة سفر بها سبائك ذهب ومجوهرات من الألماس، مخبأة في أكياس "حفاضات" الأطفال، كما عثروا على شهادات لسبائك ذهبية بمليارات الدولارات.

ومؤخرا اختفى الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش من القصر الرئاسي بكييف في 22 فبراير الماضي، تاركًا وراءه إرثًا هائلًا من ترف حياة باذخة، إضافة إلى «تذكار فساد»، فبعد ساعات من سيطرة المحتجين على قصر الرئاسة، اكتشفوا وجود حديقة حيوان خاصة به وملعب للجولف، ومطعم على هيئة سفينة خشبية.

وأسفل قصر يانوكوفيتش يوجد مرآب به أفخر وأغلى أنواع السيارات الرياضية في العالم، والتي تتخطى أسعارها ملايين الدولارات.
أما حديقة القصر، فتحوي أفضل فصائل النعام الأسترالي والأفريقي والعديد من الحيوانات والطيور النادرة.

وتؤكد وثيقة ظهرت بعد هروب يانوكوفيتش أنه دفع لشركة ألمانية 1.7 مليون يورو مقابل ديكور خشبي لغرفة طعامه، وغرفة تناول الشاي.
وبحسب إحدى الوثائق، صرف الرئيس الأوكرانى المخلوع مبلغ 16 ألف دولار لشراء مجموعة من "ست شوك" طعام، و2.3 مليون دولار لتزيين غرفة الطعام، ومليون دولار لنظام الري الخاص، كما دفع 17 ألف دولار ثمنا لمفارش مائدة.

أما المبنى الرئيسي فعبارة عن قصر هندسته من الطراز الباروكي مكسو بالرخام ومزخرف بأيقونات مغطاة بالذهب والأعمدة شبيهة بالأعمدة اليونانية، حتى مراحيض القصر صنعت من الذهب.

حياة الترف الجنونى لا تقل عند طغاة العرب الذين فضحتهم الثورات الأخيرة، فبعد ثورة الشعب التونسى على الرئيس المخلوع زين العابدين بن على في 17 ديسمبر 2010 بسبب الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي ضربت تونس والتي لم يجد أمامها الشاب " "محمد بوعزيزى" غير إحراق نفسه، اكتشف التونسيون البذخ الشديد الذي عاش فيه بن على وعائلته، فقد كان يستخدم طائرات نفاثة خاصة لإحضار الآيس كريم من سانت تروبيز بفرنسا.

كما بث التليفزيون الحكومي التونسي، شريطا مصورا، أظهر فيه العثور على 27 مليون دولار وملايين من اليورو، ومجوهرات الألماس الثمينة، في مخابئ سرية بأحد قصور الرئيس المخلوع بن على بضاحية سيدي بوسعيد المحاذية لقرطاج، كذلك قطع أثرية ذات أهمية كبيرة، وعثر أيضا على ذهب وألماس خلف ستائر وصور كبيرة ومكتبات في القصر، بالإضافة إلى أسلحة نارية وميداليات يرجح أنها مصنوعة من الذهب، فضلا عن العثور على ألف زوج من الأحذية الفاخرة، وأكثر من 1500 قطعة مجوهرات، وحقائب يد وملابس وأحذية وساعات يد في قبو قصره تخص زوجته ليلى الطرابلسي.

وجاء سقوط حصن الديكتاتور الليبي معمر القذافي تحت أقدام الثوار، واقتحامهم حي "باب العزيزية" الأسطوري الذي لم يسمعوا عنه إلا قليلا، ليكشف عن نموذج للحاكم العربي المستبد الغارق في الملذات والنزوات في الوقت الذي يعانى فيه شعبه من الفقر رغم وجود آبار النفط وعائداتها التي يلتهما القذافى وعائلته. 

فالرجل الذي ظل حريصا على مقابلة ضيوفه من الرؤساء وكبار المسئولين في "الخيمة"، ويردد أنه "المقاتل والمناضل ابن الصحراء"، وجد الثوار أنفسهم في حصنه أمام قصور فارهة ومنتجعات خيالية.

كباريه "باب العزيزية" كما كان يطلق عليه الليبيون، هو قاعدة عسكرية جنوب العاصمة طرابلس، كانت المقر الرئيسي للقذافى وفيها بيته، إلى جانب عدد من الثكنات العسكرية، وكانت تشهد تلك القلعة المحصنة حفلات الرقص والمجون في وقت كان فيه الشعب الليبي يقتل ويضرب بالطائرات خلال الثورة الليبية.

وقاعدة "باب العزيزية" أقيمت على مساحة ستة كيلومترات مربعة في موقع إستراتيجي جنوبي طرابلس لتكون قريبة من جميع المصالح الرسمية في العاصمة، وبجوار الطريق السريع المؤدي إلى مطار طرابلس، كما تتحدث بعض المصادر أن غرف التحكم بجميع شبكات الاتصالات موجودة في هذه القاعدة، وأيضا هناك عدة أنفاق من تحت باب العزيزية تمتد إلى مطار طرابلس العالمي وفندق ريكسوس ومطار معيتيقة العسكري.

وتعتبر هذه القاعدة أشد المواقع الليبية تحصينا على الإطلاق، فهي محاطة بثلاثة أسوار أسمنتية مضادة للقذائف، إضافة إلى ضمها أكثر التشكيلات العسكرية والأمنية تطورا من حيث التدريب والتسليح، 

وعثر الثوار على مسدسات مطلية بالذهب وطاردة ذباب من ريش الطاووس يعلو مقبضها فيل من الذهب، وألبوم صور لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كونداليزا رايس التي زارت ليبيا عام 2008، كما عثروا على طعام يكفى 4 ملايين شخص، ومدينة ترفيهية صغيرة وحديقة حيوان داخل المجمع.
الجريدة الرسمية