رئيس التحرير
عصام كامل

5 محاولات اغتيال للإمام الشهيد.. إحداها فى السعودية وأخرى بيد صديق.. سم ورصاص ومتفجرات لإنهاء أسطورة البنا

حسن البنا
حسن البنا

لم تكن المؤامرة التى أودت بحياة حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، فى 21 فبراير1949 هى المحاولة الوحيدة لاغتياله، إنما كانت الأخيرة، حيث سبقتها خمس محاولات فاشلة كانت الأولى أثناء عرض النقراشى باشا، رئيس الوزراء فى ذلك الوقت، لقضية مصر فى مجلس الأمن وقتها أعلنت الأحزاب المصرية أن النقراشى لا يمثل الأمة المصرية، وكان هذا الإعلان خنجرا مسموما أصاب قلب القضية المصرية فى الصميم، لذلك فكر المرشد العام للإخوان المسلمين حسن البنا وقتها فى تنظيم مظاهرة سلمية لشد أزر النقراشى فى موقفه أمام مجلس الأمن، وبالفعل أخذت جموع الإخوان المسلمين تتجمع فى ساحة الأزهر الشريف وبدأت المظاهرة فى السير.


وبعد عدة أمتار فوجئ الإمام بأعداد كبيرة من بوليس السوارى ينهالون على المتظاهرين بالعصى، وحاول بعض الإخوان حماية الإمام واستطاعوا أن يركبوا سيارة لورى انطلقت بهم بعيدا، فأمر البنا قائد السيارة أن يتوجه لوزارة الداخلية لتقديم احتجاج رسمى ضد الضباط الذين هاجموا المظاهرة، وبالفعل توجه القائد إلى ميدان العتبة ثم إلى وزارة الداخلية، وعندما بلغت السيارة ميدان العتبة، فوجئ الإمام بقوة من البوليس تجبر قائد السيارة على التوقف، وأمرت المرشد بالنزول هو ومن معه، وما إن نزل المرشد حتى انهال الرصاص على السيارة من كل جانب، فاختبأ البنا وراء السيارة واستطاع الهرب مع بعض الإخوان، واللجوء إلى قسم الموسكى، ورفض البنا مغادرة القسم إلا بعد حضور اللواء سليم زكى، حكمدار العاصمة، وتعهده بحراسته حتى بيته، وفى هذه المحاولة أصيب البنا فى ذراعه اليمنى بطلق نارى.

المحاولة الثانية كانت يوم سفر كتيبة من كتائب الإخوان إلى جبهة القتال فى فلسطين، وكان التجمع صباحا فى مبنى الإخوان المسلمين بشارع محمد على، ورأى حسن البنا أن يلقى كلمة وداع على الكتيبة المسافرة، بمقر الشركة العربية للمناجم والمحاجر «وهى إحدى الشركات التى أسستها الجماعة»، وفى إحدى غرف الشركة تم إعداد منصة ليتكلم منها الإمام، ولكن شاء الله أن يتأخر الإمام بعض الوقت فإذا بالمنصة تنفجر انفجارا مروعا طاح بكل محتويات الغرفة، ولم يصب أحد بسوء نظرا لوجود الجميع بالخارج، الغريب أن الصحف تناولت الخبر فى اليوم التالى على أنه انفجار بعض المتفجرات التى يملكها الإخوان.

أما المحاولة الثالثة فيروى تفاصيلها عبد الكريم منصور المحامى زوج شقيقة البنا، وقد كان أحد شهود هذه المحاولة، إذ حضر شخص إلى المركز العام للإخوان المسلمين وألح على مقابلة الإمام حسن البنا، وعندما قابله فى مكتبه أخرج مسدسا من جيبه ووضعه على المكتب أمام الإمام، وقال له أنا ضابط بوليس وتم تسليمى هذا المسدس لأفرغ رصاصاته فى جسدك، وقمت بالفعل بتتبع خطواتك خلال الأيام الماضية، ولكن شاء الله أن أستمع لكلماتك فى لقاءاتك الماضية، ورأيت نبل مبادئك، وأثرت فى نفسى فقررت أن أتنحى عن هذا العمل الإجرامى الذى كنت أنتويه!!!

أما المحاولة الرابعة فيرويها عبد الكريم: كان الإمام يتردد على أحد الكبار «رفض عبد الكريم ذكر اسم الرجل!!» الذى كان همزة وصل بين الإمام حسن البنا وبين الملك فاروق، وفى إحدى المرات من عام 1949 طلبه الباشا ليتشاور معه فى أمر مهم، وعندما ذهب إليه الإمام فى منزله وأثناء الحديث دخل الخادم ووضع أمام الإمام فنجان القهوة ولكن شيئاً ما جعل الإمام ينظر فى وجه الخادم الذى كان يبدو مضطربا، فأحس الإمام أن هناك سوءاً يراد به، فرفض شرب القهوة التى أمامه، وأسر مخاوفه فى نفسه ولم يبدها لمحدثه، بعد أن دخل أحد أقرباء الباشا وجلس معهم، وعندما طلب فنجانا من القهوة، سارع الإمام البنا وحمل إليه فنجانه ليشربه، فإذا بالباشا ينتفض من مكانه وينهر قريبه ويأمره أن يتركه مع الإمام فورا، عندها فهم الإمام أن القهوة كانت بالفعل مسمومة ويكمل عبد الكريم إن الأيام أثبتت للإمام سوء نية هذا الرجل!!

فيما كانت المحاولة الخامسة: من أغرب المحاولات وأعقدها، إذ كانت عام 1948 عندما سافر البنا لأداء مناسك الحج، وبعد وصوله بأيام قليلة دعته الحكومة السعودية للنزول فى ضيافتها حرصا على سلامته، وأكدت له أن الشرطة السعودية ستقوم بحمايته، واستسلم الإمام لرأى الحكومة السعودية، وفى أحد الأيام وهو يطالع صحف الصباح لاحظ فى خبر صغير فى إحدى الصحف أن هناك مؤامرة تحاك ضده، فقام الإمام بإنهاء مناسك الحج بسرعة وعاد فورا إلى القاهرة، كان ذلك فى نوفمبر1948، أى قبل اغتياله بثلاثة أشهر تقريبا، لم يتعجب البنا من المحاولة قدر تعجبه من الحكومة السعودية ومدى ضلوعها فى هذه المحاولة.
الجريدة الرسمية