رئيس التحرير
عصام كامل

«السكك الحديدية» كلمة السر لاختراق الأمن القومى المصرى.. شركة بولندية تعمل لحساب «سى آى ايه» تنفذ مشروع القطار فائق السرعة.. القطارات الحربية تحت مراقبة أجهزة المخابرات العالمية بأ

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ما أسهل اختراق الأمن القومى عبر العبارات الرنانة، وأكبر دليل على ذلك ما يجرى برعاية الحكومة في السكك الحديدية، فالاسم «خبراء إيطاليا» لتطوير السكك الحديدية، والحقيقة تجسس ونقل معلومات غاية في الخطورة عن البنية الأساسية لمصر وشبكة النقل والأماكن الإستراتيجية، وخطوط السكك الحديدية والقطارات الحربية، فضلا عن المعلومات التي تخص الشأن العسكري، مما يسهل لأعداء الوطن إدارج تلك المعلومات في مخططهم ضد مصر. البداية كانت مع إسناد الحكومات المتعاقبة منذ 2007 وحتى الآن الإشراف الفنى لخبراء السكك الحديدية الإيطاليين، من أجل تنفيذ القطار فائق السرعة المقرر أن يربط القاهرة بالإسكندرية والقاهرة بالصعيد، وبحجة التطوير تم السماح لهم بالحصول على كافة المعلومات الخاصة بشبكة الطرق والموانئ والمطارات وخطوط النقل وعدد السيارات والعربات.

الكارثة أكدها تقرير رسمى صادر عن إحدى الجهات السيادية، أشار إلى أن خبراء إيطاليا وإحدى الشركات البولندية حصلوا على معلومات في غاية الأهمية تندرج تحت بند معلومات مخابراتية.

وشملت المعلومات القطارات الحربية ومواعيد تحركها وعدد الجنود الذين تنقلهم تلك القطارات، والمحطات التي يصلون إليها، ومواعيد إجازاتهم من خلال عودتهم على نفس القطارات، وبالتالى عبر تحليل هذه المعلومات يمكن معرفة أماكن الوحدات العسكرية بسهولة، وتحديد عدد المجندين الموجودين بهذه الوحدات، ومتى تكون تلك الوحدات في كامل طاقتها وغيرها، كما مكنت هذه المعلومات مع استمرار تواجد الخبراء الإيطاليين وإطلاعهم على أدق تفاصيل السكك الحديدية معرفتهم بمواعيد حشد الجنود، وذلك في أي لحظة تعلن فيها حالة طوارئ، وهو ما يظهر جليا في عمليات نقل الجنود عبر القطارات أو المطارات الحربية وغيرها.

التقرير السيادى أكد أيضا أن المشروع يتيح لهذه المجموعة معرفة عدد وحدات نقل البضائع الخاصة بنقل وقود الطائرات، وبالتالى التعرف على أماكن المطارات السرية، وبحساب عدد مرات نقل الوقود إلى هذه الأماكن يمكن معرفة عدد الطائرات وطلعاتها الجوية، وبالتالى التوصل إلى القدرات اللوجستية لكل مطار، كما أنه في حالة مضاعفة نقل الوقود يتأكد أن هناك حالة طوارئ داخل هذه المطارات.

كما رصد التقرير السماح للخبراء بالتعرف على عدد وحدات نقل البضائع التابعة للسكك الحديدية المكشوفة، والتي تستخدم في نقل القطع الحربية، مما يتيح مراقبة تحرك الوحدات وإمكانية استهدافها أو على الأقل معرفة أماكنها.

ولم يغفل التقرير ذاته خطورة إتاحة معرفة عدد سيارات النقل الثقيل، وهى المعلومة التي طلبت في إطار خطة ما سمى بالقضاء على خسائر السكك الحديدية، حيث طلب الإيطاليون ومسئولو الشركة البولندية التعرف على عدد سيارات النقل وخريطة الطرق الحالية والطرق المستقبلية، لوضع خطط تنافسية للسكك الحديدية، وهو ما مكن هؤلاء الخبراء الأجانب من معرفة أنواع السيارات وقدراتها على النقل، وأهم الخطوط الخاصة بها، فضلا عن الخطوط الثابتة لبعض السيارات التي تستخدم في نقل الوقود أو مهمات للقوات المسلحة.

مشروعات مراقبة القطارت بواسطة الأقمار الصناعية وضعها التقرير في الحسبان باعتبارها طريق تهديد الأمن القومى المصرى، فأشار إلى تعاون هيئة السكك الحديدية مع الخبراء الطليان في كيفية مراقبة القطارات بعد ارتفاع حوادثها، وتم الاتفاق على إنشاء منظومة مراقبة من خلال الأقمار الصناعية لمراقبة حركة القطارات، وهو ما وضع حركة النقل المصرية كاملة تحت رقابة أقمار التجسس، فتحولت شبكتا الطرق والسكك الحديدية لنقطة ثابتة لهذه الأقمار بموافقة الحكومة المصرية لمراقبتها، حيث يمكن رصد حركة الحشد للقوات أو غيرها ومراقبتها في حالة الطوارئ من خلال الأقمار الصناعية.

المعلومة الأخيرة التي رأى التقرير السيادى خطورة في إتاحتها لهؤلاء الخبراء، عبر مجموعة التطوير التي تشمل كميات الأقماح المنقولة من الموانئ بواسطة السكك الحديدية يوميا والكميات المنقولة بواسطة السيارات، حيث زعم الإيطاليون أنهم يخططون لنقل كافة كميات القمح بواسطة السكك الحديدية، وبالتالى يمكن بسهولة مع حساب الاستهلاك اليومى والشهرى من الأقماح، ومع حساب الكميات التي تدخل المخازن التعرف على احتياطي مصر من القمح وهو ما يعد نقطة غاية الأهمية في حالة نشوب أي حرب، كما تعرفت المجموعة الإيطالية على كافة المعلومات الخاصة بعدد وحدات النقل الموجودة لنقل «التناكر»، أي المواد الكيماوية.

وتعد شركة «ميتال استيل» البولندية الأخطر بين كل من شارك في أعمال تطوير السكك الحديدية، وهى شركة ذات علاقات بجهاز المخابرات الأمريكية « السى آى ايه»، وحصلت على معلومات كاملة عن البنية الأساسية لأسطول النقل المصرى سواء السكك الحديدية أو المترو أو خطوط الأنفاق والكبارى والطرق وغيرها من معلومات تقوم الأجهزة المخابراتية بتحليلها للبناء عليها وقت الحاجة.
نقلا عن العدد الورقي
الجريدة الرسمية