«فساد المترو خارج عن القضبان».. بالفيديو والمستندات.. «لقم الفرامل»..تنذر بكارثة على خط «شبرا الخيمة - المنيب».. تقرير فني يحذر من افتتاح المرحلة الثانية لـ«الخط الث
«الحكومة مش عارفة تأمن محطة مترو السادات سبب الازدحام في محطة الشهداء.. محطة الجيزة قريبًا تعود للخدمة».. حتى وقتنا الحالى لا يكاد يخلو أي حديث يتعلق بـ «مترو الأنفاق» من الأزمات الثلاثة السابقة.. فـ«الحكومات ترحل».. ومحطة «السادات» لا تزال خارج نطاق الخدمة.. الكبار داخل الهيئة يقدمون «وعود الفتح».. والجميع ينتظر، و«التأمين» كلمة السر التي تخرس كل الألسنة المطالبة بـ«الفتح».. ولأن «المصائب لاتأتى فرادى».. فقد كشفت عدة تقارير فنية أن أزمة «المحطات المغلقة» واحدة من أهون الأزمات التي يعانى منها «مترو الأنفاق».. فـ«الفشل» و«الإهمال» استطاعا - بلا أدنى احساس بالمسئولية من العاملين بالهيئة- أن يكونا أصحاب «اليد العليا» داخل «الهيئة» وهو أمر كشفته عدة تقارير، تدق جميعها ناقوس الخطر، وتحذر من أزمة طاحنة وكارثة حقيقة تنتظر «رواد المترو».
«لقمة الفرامل.. الموت بالعمر الافتراضي»
بداية حذر عدد من خبراء النقل من تعرض حياة أكثر من ثلاثة ملايين مصرى من ركاب مترو الأنفاق للخطر يوميًا، بسبب إهمال واستهتار إدارة المترو في وارداتها من «لقم الفرامل» بعد انتهاء العمر الافتراضى لها والمقدر بـ«11 عامًا»، خصوصًا أن المستورد الجديد لا تتجاوز صلاحيته ما بين أسبوع وشهر على أقصى تقدير.
المصادر أوضحت أن «اللقم الأصلية وسوست عربات المترو يجب استيرادها من اليابان، وتحديدًا شركة ميتسوبيشي، إلا أن الشركة المعنية بالصيانة استوردت لقمًا ذات نوعية رديئة جدًا من الصين وبعض الدول الأسيوية».
وأكدت أيضا أن أسطول الخط الثانى للمترو «شبرا الخيمة - الجيزة» يحتاج أربعة آلاف و480 وحدة من السوست ولقم الفرامل أسبوعيًا بتكلفة أربعة ملايين جنيه، وتفسد بعد أسبوع من تركيبها ويتم تركيب لقم وسوست أخرى بديلة.
ولفتت إلى أن «أسطول القطارات بالخط الثانى يضم 35 قطارًا جميعها تستخدم لقما للفرمل غير مطابقة للمواصفات وسوستا انتهت صلاحيتها، مما يهدد سلامة سير القطارات التي تنقل يوميا أكثر من ثلاثة ملايين مواطن».
تقرير فنى صادر عن هيئة مترو الأنفاق، حصلت «فيتو» على نسخة منه، أكد أن نسبة الاحتكاك عند سرعة 80 كيلومتر للقطارات تؤدى إلى تآكل عجلات القطار واللقمة نفسها بشكل سريع جدًا حتى أن عمرها الافتراضى لا يتجاوز أسبوعًا واحدًا، بالرغم أن العمر الطبيعى لها عام، وعند فحص صلابة لقم الفرامل تأكد أن بها عيوبا فنية وقدرتها على التحمل ضعيفة جدًا، مما يؤدى إلى حدوث كسر لهذه اللقم.
كما أشار تقرير السلامة الموقع عليه من مدير عام السلامة والجودة بهيئة مترو الأنفاق إلى أن لقم الفرامل تسبب تشوهات كبيرة جدًا بعجلات القطارات، ما يهدد سلامة رحلة القطار وطالب التقرير بسرعة تغيير نوعية لقم الفرامل والسوست.
في الوقت نفسه، ظهر مستند آخر يكشف عن أن هيئة مترو الأنفاق خاطبت المورد المحلى للقم تؤكد له أن نسبة التالف من لقم الفرامل والسوست كبيرة جدًا، وأنه تم تكهين 1050 سوستة و850 من لقم الفرامل لعدم صلاحيتها بعد توريدها لورش شبرا الخيمة.
نفق «المرحلة الثانية»..فيه شرخ قاتل
أزمة «لقم الفرامل» لن تكون الأزمة الوحيدة التي تؤكد أن «فساد المترو» تجاوز السرعة المحددة، وخرج عن «قضبان القانون» ووصل لـ«جسم النفق» في الخط الثالث وتحديدا مرحلته الثانية، التي تبدأ من محطة العباسية، وتنتهى بمحطة الأهرام بمصر الجديدة، إلا أن الاتهامات المتبادلة بين الهيئة القومية للأنفاق والخبير المعمارى المهندس المعمارى عمرو رءوف - صاحب التقرير - أسفرت عن تقرير مكون من 16 صفحة يبين عدم صلاحية المرحلة ووجود عيوب فنية بها تنذر بحدوث كارثة في حالة افتتاح الخط دون الانتباه لما أورده التقرير من عيوب فنية.
«رءوف» أوضح في التقرير أن جسم النفق في المنطقة من محطة الاستاد وحتى محطة المعرض بها عيوب فنية كبيرة أبرزها وجود 1014 شرخا بجسم النفق، بسبب انحراف الأخير في هذه المنطقة بنحو 80 ملميترا، نتج عن خطأ في تشغيل الحفار، الأمر الذي دفع الحفار للضغط بكامل طاقته على الكتل الخرسانية الحلقية، مما أدى إلى حدوث الشروخ في جسم النفق وهو ما يهدد بتدميره في حالة مرور ثقل أعلى النفق أو في حالة الأمطار الغزيرة أو حدوث هزة أرضية.
وأكد التقرير أن مسار النفق في هذه المنطقة تعرض لحيود شديدة أدت إلى هذه الشروخ ومن ثم انتشارها بالحلقات الخرسانية بكثافة.
وأفاد الخبير المعمارى أن هذه الشروخ سوف تؤدى فيما بعد إلى حدوث تسرب مائى داخل جسم النفق، مما يهدد سلامة الأخير بشكل كامل وحدوث خسائر في الأرواح.
وضرب رءوف مثالا لما قد يحدث بمشكلة الانهيار الأرضى الذي حدث بنفس الخط في محطة باب الشعرية عندما حدث انهيار أرضى أثناء تشييد النفق في المرحلة الأولى من العتبة حتى العباسية ومع ذلك لم تنتبه الهيئة القومية للأنفاق واستمرت في عملها بنفس الطريقة.
مطالبا الهيئة القومية للأنفاق بأن تقوم بانتداب لجنة هندسية محايدة، لمعاينة النفق قبل افتتاحه، وكتابة تقرير مفصل عن حالة النفق ومدى سلامته، وإذا كانت هناك حاجة لتأجيل افتتاحه يتم ذلك لحين إعادة حقن الشروخ الموجودة بالنفق.
من جانبه، قال اللواء إسماعيل نجدى- رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للأنفاق- إن جسم النفق آمن تماما ولاصحة لما جاء بالتقارير الفنية، لافتا إلى أن مشكلة الشروخ كانت عام 2012 أي قبل قدومه لرئاسة الهيئة، وأنه فور توليه رئاسة الهيئة قام بمراجعة سلامة الإنشاءات الأساسية في النفق، وطالب بتقرير لكافة الشروخ المذكورة وتم حقنها بالكامل، الأمر الذي يؤكد سلامة جسم النفق بشكل كامل.
من جانبه، أوضح المستشار أحمد أمين المنسق العام للجمعية المصرية لمراقبة مشروعات النقل أن ثبوت هذه المخالفات الهندسية يعنى إهدارا للمال العام ويمثل تهديدا مباشرا لسلامة الركاب ومستخدمى المترو خاصة أن ثبوت وجود شروخ في النفق يستدعى التعامل معه بجدية أكثر من خلال إيقاف الشركة عن العمل وإجبارها على إعادة بناء وحقن كامل لهذه المنطقة على نفقتها الشخصية ومنعها من العمل في مشروعات الأنفاق المصرية وليس مجرد إعداد تقارير.
وأضاف أمين أن الجمعية المصرية للنقل ستخاطب خلال الفترة القادمة وزارة النقل، لإعداد تقرير نهائى عن سلامة النفق ومدى حقيقة تهديده لحياة المواطنين.
وكشف التقرير الذي حصلت «فيتو» على نسخة منه أن جسم النفق به عيوب فنية في المنطقة بين محطتى الاستاد والمعرض، والتي قامت بتنفيذها الشركة الفرنسية شركة فينوس.
نقلا عن العدد الورقي