رئيس التحرير
عصام كامل

مبارك.. المتهم المحترم


لا ينكر أحد أن الرئيس الأسبق حسنى مبارك استطاع أن يحتفظ لنفسه بقدر من الاحترام وهو داخل قفص الاتهام، على عكس الرئيس السابق وعصابته الإرهابية التي فقدت احترام الجميع وبل وفقدت احترامها لنفسها أيضًا. إن الجماعة الإرهابية لم تحترم القانون ولا رجال القضاء وبلغ الحد برئيسهم تحصين نفسه وقراراته من رقابة القضاء.


وعلى العكس من ذلك وجدنا حسنى مبارك يخضع لأحكام القضاء وينفذ حكم المحكمة بحل البرلمان الذي كان يتمتع حزبه بأغلبيته. ورأينا وسمعنا حسنى مبارك يرد على رئيس محكمة الجنايات عندما ينادى عليه باسمه قائلًا بكل احترام: أفندم وأحيانًا بكلمة موجود.

وهو بذلك يحترم القانون ويحترم المحكمة ويبقى بذلك على قدر كبير من احترام الذات. ولأن الجماعة الإرهابية وأعضاءها وعشيرتها من فاقدى الاحترام لأنفسهم ولذويهم لم ينهجوا نهج مبارك في المحكمة، وهذا ليس بعجيب على عملاء تآمروا على مصر واستعانوا بقوات مسلحة أجنبية فتحوا لها الطريق إلى الداخل لتقتل وتخرج المجرمين من السجون وتزودهم بالأسلحة والمتفجرات وتستبيح لهم أرض سيناء، وهذا ما يفسر مظاهر عدم الاحترام التي تفقدها الجماعة الإرهابية.

مع اختلافنا البالغ مع كل تجاوزات الحزب الوطنى وزعيمه حسنى مبارك فإننا لا نستطيع أن ننكر أنه أبقى على قدر من احترام الذات وتمسك بترديد ألفاظ مهذبة في مواجهة المحكمة، فلم يتعمد إهانة القضاة كما فعل زعماء الإرهاب لإفساد سير المحكمة أو دفعها إلى التنحى أو تبرير رد المحكمة.

قد قامت المحكمة التي يمثل أمامها مرسي وعصابته بتجنب التآمر على سير الدعوى بواسطة فرص القفص الزجاجى الذي يحول دون وصول العبارات المستفزة إلى هيئة المحكمة. وكنت أتمنى أن يقوم رجال السجون بتأديب محمد مرسي وعصابته طبقًا للوائح السجون إلى تتضمن قواعد مشروعة لتأديب المساجين وكان من الممكن مواجهة تجاوزات الجماعة الإرهابية وزعمائها بوضعهم في زنازين انفرادية وتجاوز حدود الأدب مع المحكمة، وهذا أمر مباح طبقا للوائح السجون لكن يبدو أن تجنب ذلك كان بدافع الحرص على إرضاء جمعيات حقوق الإنسان، وهو باطل يراد به باطل.. ليت الرئيس السابق التزم محدود الأدب الذي التزم به الرئيس الأسبق.
الجريدة الرسمية