رئيس التحرير
عصام كامل

الحلّوف (2)


مرت السنوات واشتعلت الثورة فى مملكة "هبلستان" مطيحة بالإمبراطور وولى العهد ومعلنة هبلستان جمهورية حرة ديمقراطية، خرج الحلوف من مخبئه متصدرًا المشهد، لم يترك قناة أو جريدة أو إذاعة إلا وطلّ منها، كان يخرج على الثوار ليشعل حماسهم بكلماته الحارة الساخنة الغارقة فى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التى تغلى دماء النخوة والكرامة فى العروق، وشيئا فشيئا طمع الحلوف فيما هو أكبر، قال لنفسه وهو مستلقى على فراشة منتشيًا بعد مضاجعة أعادت له شبابه المكبوت : لماذا لا أصبح رئيسًا للبلاد ؟

 
انتشرت صورة على الجدران وأبواب المحلات ومداخل المترو .. لم يخل شارع أو حارة أو زنقة فى دولة "هبلستان" من صورة وكأنما هى النار فى الهشيم، سار تحت لوائه الدراويش والحالمون بمجد الإسلام ولكنهم استيقظوا على كابوس أسود .. شيخكم الجليل أسد الدين غير لائق .. لماذا يا أهل القانون ؟ لأن والده مزدوج الجنسية وهو مايتعارض مع قوانين دولة هبلستان، خرج الحلوف ليكذب المسئولين، أشعل الشوارع بنيران الغضب، تحايل على القانون ولكن قضى الأمر الذى فيه تستفتيان، استبعد الحلوف من انتخابات الرئاسة ولكنه ظل مطلًا بوجهه الطفولى عبر البرامج والخطب، يفتى فى أمور الدنيا والدين ، يحلل الأحداث السياسية، يهدد ويتوعد ويشكل ميليشيات من شباب أعمى البصر والصيرة يأمرهم فيطيعوه ، يخرج عليهم فيخروا أمام نور وجهه مصدقين، وفى كل معركة يختفى الحلوف عن أنصاره، يتذكر دائمًا نصيحة والدة " وقت الجد .. اعمل عبيط" لم يذكر التاريخ للحلوف معركة خاضها فى ميدان أو موقع وكانت نكتة عندما فوجئ أنصاره بزواجه فى "طفلة" فى ذات اليوم الذى تخلف عن مظاهرتهم فيه مبديًا أسبابًا "تكنولوجية" لهذا الغياب المريب ومع ذلك مازالوا يصدقونه ؟!

ملحوظة : هذا المقال هزلى ساخر غير واقعى وأى تشابه "غير مقصود" بين شخصيات أو أحداث وردت فيه مجرد إحساس من شخص "على راسه بطحه" .

الجريدة الرسمية