رئيس التحرير
عصام كامل

إضافة ضد الضمير والعدد فى الليمون


بدايةً أعتذر عن تذكير أى مصرى أو مصرية "بالليمون"، لأنه يُذكر المصريين بمن "عصروا الليمون" على أنفسهم وانتخبوا مرسى، فأحالوا البلاد إلى "حموضة" غير مسبوقة على مدى تاريخ مصر. إلا أن الليمون هنا، للحديث عن أمر آخر وليس تلك الذكرى الحزينة التى لا يُمكن نسيانها!! إنه للحديث عن كم الكيانات السياسية المحيطة بنا اليوم، والتى كان من المُفترض أن يكون لديها استراتيجية للخروج من الأزمة الحالية!!

ولا أعرف تحديداً ولا أظن أن أحداً لديه إحصائية بعدد الأحزاب أو الائتلافات أو الحركات أو الجبهات الموجودة فى مصر اليوم، لكثرة عددها. كما لا أعرف الداعى الذى جعل الإخوان يُدشنون لكيان جديد وكأننا بحاجة إلى زيادة هذا الكم الرهيب من تلك الكيانات، رغم أنها أثبتت عدم جدواها أو عدم جدية القائمين عليها أو كونهم هواة سياسة بلا رؤيا!!
فلقد أصبح المصريون لا يتذكرون أسماء الائتلافات الثورية نتيجة لكثرتها وعدم تحقيقها لأدنى شىء ذا أهمية!! وربما هى كيانات أُنشئت خصيصاً ليكون هناك كم كبير من "الرؤساء" لتلك الكيانات، لأن المصرى بطبعه يتعطش للسلطة كهدف دونما أى غاية سواها. فهى بذلك نوع من اللُعبة لأصحابها. وأظن اليوم، أن كثرة تلك الائتلافات والأحزاب من ضمن أهم الأسباب التى أفشلت تلك الثورة التى يتغنى بها السياسيون حتى تلك اللحظة، وكأنها لا تزال موجودة، رغم عدم إحساس المصريين فى أغلبهم بها أو بأى شىء جيد أفرزته، ولكنها بالتأكيد صاحبة الفضل الوحيد لوجود هؤلاء الفشلة على الساحة السياسية، إن جاز أن نُطلق عليها وصف "السياسية"!!
وها هم الإخوان يدشنون كياناً جديداً يُكرر ما تقوله الكثير من الكيانات الأُخرى، بينما الإخوان أنفسهم هم جزء كبير من المُشكلة ومن غير المتصور أنهم بإمكانهم أن يكونوا جزءً من الحل. والغريب أنهم أسموا ذاك الكيان الجديد "بجبهة الضمير"، وأعرف بالطبع أن الناس تضحك كما أضحك من "الكوميديا السوداء" الناتجة عن سماع هذا الاسم، وكأننا نتذكر عبارة "هى رقاصة وبترقص"، لأنهم يثبتون يومياً اعتدائهم على الضمير الشعبى!!
وكُلنا نعرف المخرج مما نحياه. فالحل يتمثل فى إعمال العدل، ووقف انتهاك مرسى للقانون، والرجوع عن كل قراراته المنتهكة له منذ 30 يونيو 2012، حينما تسلم مقاليد السلطة. الحل بتلك البساطة، ولكن مرسى لن يفعل، وستستمر جماعته فى اختلاق الأعذار والتبريرات وتوجيه الاتهامات، إلى أن يسقطوا جميعاً بالقانون وحده!!
ولكن لأن هناك من يُمثل دوراً مرسوماً له إما من الداخل أو الخارج، كى يُشاهده غير العالمين بتراكمات الأزمة على شاشات التليفزيون العالمية أكثر من تلك المحلية، فيقولون إنه يحاول أن يطرح حلاً عقلانياً للخروج من الأزمة - أقول، لهذا السبب، يتم إطالة الأزمة، كى يبدو هذا الذى أقام جبهةً جديدة مُنافية للضمير، وكأنه يحاول بالفعل حل الأزمة، بينما هو يمثل دوراً فى فيلم نفسى، يُراد منه التمويه على من لا يعرفون أو لأجل من يستطيعوا أن يمنحوا تبريره عقلانية حينما يُساعدوه!!
غير ذلك، فكل ما نحياه هو نوع من تضييع الوقت من قبل الإخوان والساسة المُتعاونين معهم. حيث الإخوان ليس لديهم حلول غير الحشد والتآمر، كما هو واضح من تلك الجبهة الجديدة التى لا تمتلك أدنى ضمير، لأنها لو كانت تمتلكه، لكانت صرحت بالحل المعروف للكل!!
أما من يُعاونونهم، فقد أصبحوا مكشوفين، وليستمروا معهم، ليسقطوا معهم أيضاً وإلى الأبد!!
والله أكبر والعزة لبلادى،
وتبقى مصر أولاً دولة مدنية
الجريدة الرسمية