رئيس التحرير
عصام كامل

"حمادة بالجنزبيل"!!


الضّمير.هو قدرة الإنسان على التّمييز بين ما هو حقّ وما هو باطل، وهو الّذى يؤدّى إلى الشّعور بالندم، عندما تتعارض الأشياء، التى يفعلها الفرد مع قيمه الأخلاقيّة، وإلى الشعور بالاستقامة أو النزاهة، عندما تتّفق الأفعال مع القيم الأخلاقيّة، وهنا قد يختلف الأمر نتيجة اختلاف البيئة أو النشأة أو مفهوم الأخلاق لدى كلّ إنسان.


وعرّف علماء العصر الحديث، فى مجال العلوم الإنسانية وعلم النفس والأعصاب، الضمير، بأنه وظيفة من وظائف الدماغ التى تطورت لدى الإنسان لتسهيل الإيثار المتبادل، أو السلوك الموجه، من قبل الفرد لمساعدة الآخرين فى أداء وظائفهم أو احتياجاتهم، دون توقع أى مكافأة وذلك داخل مجتمعاتهم.

والضمير هو ميزان الحس والوعى عند الإنسان لتمييز الصواب من الخطأ مع ضبط النفس لفعل الصواب وتجنب الخطأ.

وعندما يغرق القلب بالظلمات والتكبر والغرور والانخداع، تعلو الأنا والشهوات على صوت الضمير ويصبح صوته منعدمًا.

والضمير فى "الفلسفة"، مركب من الخبرات العاطفية، القائمة على أساس فهم الإنسان للمسئولية الأخلاقية لسلوكه فى المجتمع، وتقدير الفرد الخاص لأفعاله وسلوكه.

والضمير فى "علم النفس"، هو جهاز نفسى تقييمى يتعلق بالأنا، فالمرء يهتم بتقييم نفسه بنفسه، كما أنه يتلقى تقييمات الآخرين لما يصدر عنه من أفعال.

وإذا طبقنا تلك التعريفات المتعددة لـ"الضمير"، والتى نقلتُها، عن مصادر متنوعة، على ما يسمى جبهة "الضمير الوطنى"، ومؤسسيها، من أمثال: الدكتور محمد البلتاجى، وتابعه المحامى عصام سلطان، التى تأسست لمواجهة جبهة "الإنقاذ الوطنى"، التى تضم رموزًا وطنية وشعبية، حتى لو اختلفنا كثيرًا، مع أسلوب تعاطيها مع الأحداث الأخيرة، تصبح الأولى "منتحلة صفة"، وينبغى ملاحقتها قضائيًا، وتجريسها، على الملأ.

وعندما يقول الإخوانى "القحّ" الدكتور محمد البلتاجي، أحد مؤسسى الجبهة ، إن "جبهة الضمير" ستواجه أى انحراف سواء صدر عن السلطة أو المعارضة، وأنها جاءت استجابة لنداء الضمير الوطنى المصري، الذى استشعر الخطر على الوطن فقرر ألا يصمت، فقل له دون تردد :"حمادة بالجنزبيل"، مع حفظ حقوق الممثل الكوميدى أحمد مكى، فى هذا "الإفيه".

وعندما يقول البلتاجى، المعروف بانفلاته الدائم فى التعامل مع معارضيه:" إننا سنواجه أى انحراف سواء صدر عن السلطة أو المعارضة بإعلان موقفنا منه بوضوح، فلسنا جبهة سياسية للموالاة أو المعارضة"، فليس عليك إلا أن تستلهم الآية القرآنية الكريمة:"وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا، وإذا خاطبهم الجاهلون، قالوا سلاما".

وعلى أية حال.. فإذا كان محمد مرسى.. رئيسًا، والإخوان..مسلمين، والسلفيين ..مؤمنين، وعبدالله بدر ومحمود شعبان، وأحمد عبدالله "أبو إسلام"..رجال دين، و"الغوازى".. فنانات ومبدعات، والغوانى ..حاملات ألوية العفة والطهارة، فلن يكون عجيبا، أن يقود مثل: البلتاجى وتابعه عصام سلطان، جبهة، تسمى نفسها "الضمير الوطنى" .. ففى مصر،لا تُسمى الأشياء غالبًا بمسمياتها، بل بعكس حقيقتها.

الجريدة الرسمية