اقتل مصريًا تدخل الجنة
«اقتل أرمينيا تدخل الجنة»، هو الشعار الذي رفعه الأتراك في حملتهم الإرهابية لإبادة الشعب الأرميني وهى ذات العبارة التي رددها الأسبوع الماضي الصحفي التركى الكردى سيداط يلماظ عند عقد ندوة تحت عنوان «اعرض» حول التصالح مع الماضى».. الندوة التي تحدث فيها عدد من المفكرين والصحفيين تهدف إلى فكرة الاعتراف بجرائم تركيا في ماضيها، ولم تكن مفاجأة عندما قال الصحفي الكردى: «لقد سمعنا من أجدادنا أن من يقتل أرمينيا يدخل الجنة فكانوا يقتلون ستا ويبحثون عن السابع.. أنا أتألم لذلك.. أنا أطلب الغفران».
هذا الطرح الذي ينطلق من ضمير صحفى أعياه الماضي الدموى لأجداده لم يصل بعد إلى الدمويين الجدد ومن بينهم صحفيون وكتاب ومفكرون و«مطبلاتية» لايزالون يرددون نفس ما كان التركي القديم يردده لإبادة شعب مسالم ذاق ويلات القتل والحرق والتدمير والتهجير في كل بقاع الدنيا دون رحمة أو وازع من ضمير إنسانى.
هذا الضمير الذي استيقظ في أنقرة لايزال يجاوره ضمير ميت لرئيس وزراء كل ما يحركه إيذاء الآخر تحت نفس الشعار.. يجند طاقات بلاده وإمكانيات دولته للنيل من بلد صامد، صابر، في رباط إلى يوم القيامة.. هذا الضمير لا يزال يقاتله ضمير مخدر على حدودنا في غزة التي نكتوي بنارها.. نتألم لألمها.. نجوع لجوعها.. نحاصر كما هم محاصرون.. لا يزال من بين أهلنا في غزة من يطمع فينا.. يقتل فينا.. يذبح أبناءنا.. يعبث بأمننا.. لايزال فيهم من يقول «اقتل مصريا تدخل الجنة».
وهذه الجنة المفتوحة للقتلة والإرهابيين والدمويين ليست جنة الله الموعودة، فالله سبحانه وتعالى لا يسامح قاتل النفس.. أي نفس، والله لم يخلق البشر ليقتلوا بعضهم بعضا، ولم لا يفتح جناته نعيما مقيما لمن أقام الخراب والدمار على الأرض؟.. تلك الجنة التي يتواعدون عليها ليست إلا خيالا مريضا و«بزنس» دنيويا وضيعا يمارسه المرشد وأتباعه.. كل مرشد يدفع الناس للتقاتل وكل رئيس وزراء أو أمير بلاد أو زعيم حركة يدعو للفتنة سيكون مصير أبنائه هو مصير السيد سيداط يلماظ بطلب الغفران.
وهذه الجنة التي كانوا يوعدون هي ذاتها نفس الجنة التي أقسم كل شيوخ منصة رابعة أنهم إنما يرونها كما يري العلمانيون الكفرة أحدث رقصات فيفي عبده باعتبار أن لكلٍ جنته التي يبحث عنها.. وذات الجنة التي كان مفتاح الوصول إليها هو قتل مواطن أرمني بريء هي نفسها الجنة التي هرب منها البلتاجي والشاطر وبديع وعبد المقصود وكل شيوخ الضلال الإخوانى.. دفعوا الناس دفعا للموت في رابعة من أجل جنة هربوا هم منها.. بعضهم حاول الهرب إلى النار في ليبيا خوفا من جنة رابعة، وآخرون تم القبض عليهم بعد حلق شواربهم خوفا من دخول جنة رابعة.
جنة قتل الأرمن هي نفسها جنة قتل المصريين على الحدود فهؤلاء الشهداء الذين قتلوا في رمضان إنما قتلهم واحد أو اثنان أو ثلاثة أو عشرة طامعون في الجنة.. جنة أجداد يلماظ.. قتلوا الأرمن في الوديان وشردوهم في بلاد الغربة من أجل الانفراد بالجنة.. واعتدوا على نساء الأرمن وكانوا يخططون للاعتداء على نساء ضباط مصر لذات السبب فالاعتداء على النساء من شأنه أن يكافئهم الله بحديقة صغيرة أمام الجنة.
وجنة إبادة الأرمن هي نفسها جنة اغتيال ضباط الشرطة وضباط الجيش وذبح سائق المنصورة وقتل مريم بإمبابة وقتل محمد بالعمرانية، وقتل كل مواطن حتى لو كان ضمن فريق الباحثين عن الجنة بقتلنا.. جنة إبادة الأرمن هي نفسها جنات الحروب الصليبية وجنات القتل الأمريكي في العراق وأفغانستان وليبيا والصومال.. وجنتهم هي ذاتها جنة حرق الكنائس في صعيد مصر واحتلال المساجد بالقاهرة.. جنة يتم امتطاؤها حتى كرسي الرئاسة!!
وجنة المرشد وجنة رجب طيب أردوغان، وجنة محمد مرسي هي نفسها جنة كل غاصب ومحتل وقاتل.. جنة من نوع خاص.. جنة يتم صنعها على حناجر شيوخ الضلال.. جنة هاند ميد تتسع إن أردت وتضيق لو أحببت.. جنة مفاتيحها ليست في السماء ولكنها حكر على صفوت حجازي وحازم صلاح أبو إسماعيل ومحمد البلتاجي.. جنة بنكهة الدم الطازج.. جنة بطعم القتل.