ماذا لو؟
وقرر أخيرًا سيادة المشير عبد الفتاح السيسي أن يترشح للرئاسة وكانت الضبابية في الفترة السابقة وعدم التصريح أو التلميح جعلت الناس تنقسم بين مؤكد له بالترشح ومن ينفى نيته للترشح وما بين من أراحوا أنفسهم من عناء التفكير.
ولكن هناك من يزرع بداخلنا الخوف من ترشحه وتوليه رئاسة مصر لأسباب غير مقنعة ونسمع أشياء عجيبة مثل أن الإخوان هم من يسعون لترشحه لإثبات أن ما حدث في 30 يونيو هو انقلاب.. وآخرون يرون حقد الإخوان عليه من قرار ترشحه.. نعم المطبخ السياسي معتم ويتملكه السكون لا تسمع منه شيئا ولا تسطيع التكهن بما سوف يحدث.
ولكن من خلال ما نسمعه في المؤتمرات وخصوصًا من أفواه أنصار جماعة الإخوان تسطيع أن ترسم صورة قريبة للواقع.. فكنت البارحة في ندوة عقدت في المركز العربى للبحوث والدراسات التابع للدكتور عبد الرحيم على وكانت عنوان الندوة هي (قراءة في الإطار القانونى والسياسي للانتخابات الرئاسية) وكعادة المركز -التي لا تعجبنى - أتى بمحاضر له انتماء قوى لجماعة الإخوان مثل الدكتور عمر هاشم بالتوازن مع شخصية ليبرالية مثل سيادة اللواء رفعت أبو القمصان مستشار رئيس الوزراء ويكون دائمًا من يدير الندوة لا تفهم إلى أي تيار يميل.. فبدأ الدكتور عمر هاشم الحديث بتشويه قانون الانتخابات الجديد وتشويه الدولة كعادته.. وبعد انتهاء حديثه طلب الانصراف هربًا من المداخلات التي يعرف جيدًا اعتراضى عليها وعليه شخصيًا بحكم ندوات أخرى تقابلنا فيها واتجاهاتنا السياسية معلومة جيدًا لبعضنا البعض.
وعقب سيادة اللواء رفعت أبو القمصان مهاجمًا من يمثل تيار جماعة الإخوان الذي انصرف ولم يستمع للتعقيب والمداخلات.. وكان تفنيده وتعقيبه منطقيا ومتوازنا لأبعد الحدود.. وكان هذا قبل سماعى لإعلان سيادة المشير ترشحه.
وبعد البيان الذي أذاعه المشير قررت أن أسير في الطرقات لسماع رأى الشارع بجميع طوائفه فوجدت أن الغالبية تؤيد هذا الترشح بالفرح والزغاريد.. وفئات تؤيد مع الخوف والقلق.. وآخرون معارضون وينقلون إليك إحساس أن هذا الترشح سينهى على مصر ومن عليها ولا تسمع منهم ما يقنعك بما يحاولون زرعه في نفوسنا.. ولكن الخوف والقلق أحاسيس طبيعية انتابت كل الشعب المصرى بجميع طوائفه بعد ثورة 25 يناير وما يعانيه الشعب المصرى منذ اندلاعها.
فهل سينتهى هذا الخوف والقلق؟ وهل ستلتحم الانشقاقات داخل الوطن أم ستزداد اتساعًا؟ وهل سيكمل السيسي فترة رئاسته أم كما يزعمون أنه لن يمكث في الرئاسة أكثر من سنة؟ الكل يتكلم ولم نسمع منهم غير الكلام المنمق والمشاريع الشفهية والكل يدعى أنه هو لا غيره من يستحق كرسى الرئاسة ويقولون إنها لمصلحة مصر.. فهل أصبحت مصر وجهات نظر ؟
الخوف ليس في من سيكون الرئيس القادم لا... الخوف في انعدام القيادات الفعالة التي يرى الناس أفعالهم لا خطبهم المنمقة.. نريد أن نرى على أرض الواقع من يفعل أقواله ولو جزء منها نستطيع أن نستشف من خلالها أنه يستحق أن يكون رئيسا لمصر ليس في تلك المرحلة ولكن في الدورات الرئاسية القادمة..
فكل ما أطلبه من سيادة المشير هو أن يكون لمصر مؤسسات قوية تتحكم في قرارات الرئيس لا العكس.. وخلق قيادات جديدة لها فكر منهجى يسير وفق أيدولوجية وضعت لمصر وارتضاها الجميع لتقريب الانشقاقات التي ظهرت في مجتمعنا نتيجة سنة من حكم الإخوان.
هل ستصبح مصر أم الدنيا ؟ فماذا لو تكاتفت الأيادى والعقول لبناء مصر.. كيف يشعر كل مواطن بأنها بلده ويجب المشاركة في بنائها لا هدمها مهما كان معارضته لشخص الرئيس أو النظام ؟
مئات من ماذا لو ؟ تبحث عن إجابة فهل من حلول وهل من عقول تشارك ؟ لك الله يامصر حفظك الله ورعاك.